السياسة
“نعرف من يقف وراء الهجمات”..بارزاني: بغداد تهمّشنا.. ونريد بقاء رئاسة الجمهورية لنا… حوار شامل عن النفط والرواتب وكركوك

أكد رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، أن الإقليم يعرف الجهة التي تقف وراء الهجمات التي استهدفت منشآته النفطية خلال شهر تموز الجاري، لكنه فضل انتظار نتائج التحقيقات قبل كشف التفاصيل، مشيرًا إلى أن تلك الهجمات تزامنت مع توقيع الإقليم عقودًا جديدة مع شركات أميركية في قطاع الطاقة.
وقال بارزاني، في مقابلة متلفزة تابعتها بصرة 365، إن “بعض الحقول التي تعرضت للهجوم تدار من قبل شركات أميركية، والولايات المتحدة حليف لنا ونتبادل معها المعلومات الاستخباراتية في هذا الشأن”. وأسفرت الهجمات التي نُفذت بطائرات مسيّرة عن توقف إنتاج يقدر بين 140 إلى 150 ألف برميل نفط يوميًا، ما يعني خسارة تُقدّر بنحو 10 ملايين دولار يوميًا، وقد استمرت العمليات لأربعة أيام متتالية بدءًا من 14 تموز، وتسببت بخفض إنتاج بعض الحقول إلى أكثر من النصف.
وأضاف بارزاني أن الإقليم يسعى للتعاون مع بغداد لحل ملف تصدير النفط، مشيرًا إلى انفراجة جزئية أُعلن عنها مؤخرًا بشأن خطة نقل النفط الخام إلى الحكومة الاتحادية، بعد انقطاع دام أكثر من عامين. وفيما يتعلق بالعلاقات مع السعودية، أبدى بارزاني انفتاحًا على التعاون، واصفًا العلاقة بين الجانبين بـ”التاريخية”.
وفي ملف الرواتب، اتهم رئيس حكومة الإقليم الحكومة الاتحادية باستخدام رواتب موظفي الإقليم كورقة ضغط سياسية، معتبرًا هذا السلوك “غير دستوري”، وقال: “من المؤسف أن تصبح رواتب الشعب محل مساومة سياسية. لقد تأخرت الرواتب ثلاثة أشهر، ومؤخرًا فقط صُرفت رواتب أيار”.
وأضاف أن تدخل وزارة المالية الاتحادية في تفاصيل موازنة الإقليم يعد انتهاكًا للدستور، داعيًا إلى إقرار موازنة مستقلة لكوردستان ضمن قانون الموازنة العامة. كما أكد بارزاني ترحيب الإقليم بمبادرة السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وشدد على أن المكوّن الكردي يتمسك ببقاء منصب رئاسة الجمهورية من حصته، منتقدًا محاولات تهميش الإقليم وغياب الإرادة السياسية الحقيقية من قبل بغداد، فضلًا عن عدم وجود أي نية لتطبيق المادة 140 الخاصة بكركوك.
ودعا الحكومة الاتحادية إلى احترام نجاحات كوردستان والنظر إليها بوصفها نجاحًا لكل العراق، كما طالب الحكومة السورية بالانفتاح على الكرد وتلبية مطالبهم المشروعة، مؤكدًا أن كوردستان ليست طرفًا في الصراع بين إسرائيل وإيران ولا تدعم أي حروب في المنطقة، بل تأمل بمرحلة جديدة من الاستقرار، وتحترم علاقاتها مع دول الجوار، وخاصة إيران، ولن تكون أبدًا مصدر تهديد لأي دولة مجاورة.