العراق اليوم
التمرغ بالطين طقس سطحي..باحثون بصريون: مأساة كربلاء أعمقمن الفطرة والطقوس

في مساحة يختلط فيها التراث بالمسرح، والقداسة بالتمثيل، عقد اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة جلسة نقاشية بعنوان “الطقوس الحسينية بين النشأة والتطور”، بحث خلالها أدباء وفنانون وأكاديميون مدى مشروعية تسمية “المسرح الحسيني”، والفروقات الجوهرية بينه وبين التشابيه، والدور الثقافي والاجتماعي للطقوس التي ارتبطت بثورة الإمام الحسين عليه السلام.
وقال الفنان والباحث مجيد عبد الواحد في تصريح لبصرة 365، إن ما يُعرف بـ”مسرح الحسين” ليس مسرحًا بالمعنى الفني، موضحًا: “المسرح يقوم على الصراع، والتشابيه تفتقر لهذا العنصر الأساسي، فليست هناك شخصيات درامية بالمعنى الكامل، بل هناك مؤدّون لأدوار لا يملكون حرية التقمص أو التأويل، لأن المقتل رواية تاريخية تُعاد كما هي”. وأكد عبد الواحد أن “التشابيه لا تحوي مخرجًا أو مؤلفًا، بل منظمًا للعملية يعيد تقديمها بنمط ثابت”، مشددًا على أن الخلط بين المسرح والتشابيه يلغي خصوصية كل منهما.
وفي السياق ذاته، قالت مديرة المعهد خلود جبار إن “التشابيه ممارسة قديمة، لكن ما بعد 2003 شهد نهضة مسرحية حسينية ملحوظة”، مضيفة أن بعض التجارب المسرحية التي قُدمت كانت تُعرف سابقًا بمسرح “التعازي”، كما في أعمال عن الحر الرياحي والحسين ثارًا، معتبرة أن السلطة في حقب سابقة كانت تحاول تقييد هذه الفنون لكنها لم تنجح في إطفاء جذوتها.
من جهتها، قالت الباحثة في الموروث العراقي نوال جوايد إن الطقوس الحسينية المتداولة في الشارع تختلف عن المسرح، مضيفة أن “ما يُقدّم من مشاهد غالبًا ما يُبنى على الفطرة وليس على أسس فنية، على عكس المسرح الذي يتطلب تقنيات وأدوات وأبعادًا درامية”، مشيرة إلى أن “كل عمل فني يعالج جانبًا من القضية الحسينية، ولا يمكن له الإحاطة بها كاملة”.
أما التدريسي فرزدق سعدي، فرأى أن “تناول شخصيات مقدسة في العمل المسرحي أمر شبيه بالمسرح المسيحي الذي يتناول شخصية السيد المسيح”، لافتًا إلى أن “بعض الطقوس خرجت عن إطارها الرمزي وتحولت إلى ممارسات غير مبررة، كالتمرّغ بالطين، التي لا تخدم جوهر مظلومية الحسين، بل تحجب معناها العميق خلف طقوس سطحية”.






















