“يا علي” نداءٌ يتجاوز اللغةبصريون يروون علاقتهم بسيد العرب

في المجتمعات المتجذّرة روحيا، لا تبقى الأسماء مجرد إشارات لغوية، بل تتحول إلى رموز تُستدعى في لحظات الانكسار، وتُستحضر حين لا تعود الأدوات اليومية كافية لمواجهة القلق أو الضيق.في البصرة، تتجلّى هذه العلاقة بين الإنسان والرمز في ما يحمله اسم الإمام علي(ع) من دلالة شعورية لدى كثيرين. اسمٌ لا يُذكر فقط في المناسبات، بل يُستحضر كملاذ، كأداة نفسية، أو حتى طقس داخلي للتماسك.حسين كريم، شاب يعمل بائعا للحلوى، يقول لمراسل بصرة 365:“حين تهاجمني كوابيس الليل، أشعر بالعجز التام… لكنني أردد: يا علي مدد. وكأن شيئا يُنقذني من ذلك الثقل.”حيدر عبد الله، مصلّح دراجات هوائية، يرى في الاسم بوصلة داخلية:“ما رأيت شيئًا إلا ورأيت علي قبله وبعده وفيه.”فارس حسن، عامل حدادة، يعبر عن علاقته بعلي بن أبي طالب باقتباس شعري:”إني يتيمك رأسي يشتهيك أباإليك من كثرة الآباء ألتجئ”أما زينب حسن، موظفة، فتقول:“مجرد ذكر اسمه يمنحني سكينة. كأن الحروف نفسها تهدّئ قلبي.”ويضيف محمد غالب، عامل بناء:“أقول يا علي في لحظات الضيق… فأشعر بقوة داخليّة لا أجدها في شيء آخر.”ورغم تنوع التجارب، إلا أن القاسم المشترك بين أصحابها ليس الجانب العقائدي فحسب، بل الدور النفسي العميق الذي يلعبه هذا الاسم في إدارة المشاعر والتعامل مع الضغط اليومي.قد يُقرأ ذلك كتعبير وجداني عفوي، أو كشكل من أشكال الاستناد الرمزي في مجتمع يحتاج إلى قوة معنوية تتجاوز الواقع. وفي الأحوال كلها، فإن الحضور المتكرر لاسمٍ بهذا الثقل العاطفي يعبّر عن حاجة داخلية للثبات أكثر مما يعبّر عن فكرة دينية بحتة.