البيئة
العراق في مواجهة التغير المناخي: تحذيرات من انهيار بيئي وصحي واجتماعي شامل

دق رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، الدكتور فاضل الغراوي، ناقوس الخطر بشأن تصاعد تداعيات التغير المناخي على البلاد، مؤكدًا أن السنوات الثلاث الأخيرة (2022–2024) سجلت تحولات مناخية غير مسبوقة، انعكست بشكل مباشر على قطاعات الاقتصاد والزراعة والطاقة، وأدت إلى موجات نزوح وتدهور بيئي وفقر متزايد، لتمثل تهديدًا واضحًا للأمن الوطني والاستقرار الاجتماعي.
وأشار الغراوي في بيان تلقت بصرة 365 نسخة منه، إلى أن العراق بات من بين أكثر دول العالم تأثرًا بالتغيرات المناخية، محتلاً المرتبة الخامسة عالميًا، حيث تجاوزت درجات الحرارة في الوسط والجنوب 50 درجة مئوية، وسجّلت معدلات جفاف غير مسبوقة، فيما بلغ معدل الزيادة الحرارية 0.48 درجة لكل عقد، وهو ضعف المعدل العالمي.
وأضاف أن تدفق نهري دجلة والفرات انخفض بنسبة تصل إلى 40%، مما أدى إلى نقص حاد في الموارد المائية، وزيادة التصحر، وانخفاض واضح في الإنتاج الزراعي، حيث بلغت خسائر محصول القمح 37%، والشعير 30%، وسط تهديد مباشر لـ71% من الأراضي الزراعية بالجفاف.
كما أوضح أن آلاف الأسر نزحت من الريف إلى المدن، بعد فقدان مصادر أرزاقها، وترك أكثر من 40% من المزارعين مهنتهم نهائيًا، وأصبحت 80% من العوائل المتأثرة تعتمد على المساعدات الإنسانية، فيما انخفضت أعداد الجاموس إلى أقل من 65,000 رأس، وتراجعت تربية المواشي الأخرى بسبب الجفاف وغلاء الأعلاف.
وعن الأثر الصحي، أشار الغراوي إلى انتشار أمراض الجهاز التنفسي وضربات الشمس، وتسجيل آلاف الإصابات بسبب العواصف الترابية، من بينها أكثر من 5,000 حالة خلال عاصفة واحدة في عام 2022.
وطالب الغراوي الحكومة الاتحادية باتخاذ إجراءات عاجلة، على رأسها تفعيل مشروع “مبادرة العراق الأخضر”، وزراعة خمسة ملايين شجرة، وتوسيع مشاريع الطاقة المتجددة، وتحسين تقنيات الري، وإنشاء صناديق دعم للمزارعين المتضررين، وربط التغير المناخي بالخطط المالية والاقتصادية الوطنية، وتعزيز التعاون الدولي لتأمين تمويل طويل الأمد لمواجهة الأزمة البيئية.
















