العالم
غرينلاند ساحة مواجهة بين واشنطن وكوبنهاغن..والملك الدنماركي وبوتين يتدخلان

انتقد نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس بشدة ما وصفه بتقصير الدنمارك في تأمين غرينلاند خلال زيارته للقاعدة العسكرية الأمريكية الوحيدة في الإقليم، فيما أكد الرئيس دونالد ترامب مجدداً رغبته في ضم الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي.وصرح ترامب للصحافيين في البيت الأبيض قائلاً: “نحن لا نتحدث عن السلام من أجل الولايات المتحدة فحسب، بل عن السلام العالمي والأمن الدولي”.وقال فانس لدى وصوله إلى قاعدة بيتوفيك على الساحل الشمالي الغربي لغرينلاند: “الرئيس مهتم للغاية بأمن القطب الشمالي، وهذه القضية ستصبح ذات أهمية متزايدة في العقود المقبلة”.وأضاف في تصريحات أمام القوات الأمريكية: “الدنمارك لم توفر الأمن الكافي لغرينلاند، لقد قللتم من استثماركم في شعب غرينلاند وفي أمن هذه الكتلة القارية الرائعة. هذا الأمر يحتاج إلى تغيير”.في المقابل، شددت الدنمارك وساسة غرينلاند مواقفهم بدعم من الاتحاد الأوروبي. ونددت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن بـ”الضغط غير المقبول” بعد إعلان واشنطن عن زيارة فانس التي جاءت دون دعوة رسمية.وتعليقاً على الموقف، أفاد رئيس وزراء غرينلاند ينس فريدريك نيلسن بأن “الزيارة في ظل عدم وجود حكومة قائمة لا تعد علامة على الاحترام تجاه حليف”. وقد اقترح نيلسن للتو حكومة ائتلافية جديدة “للتعامل مع الضغوط الخارجية القوية”.وتعد قاعدة بيتوفيك جزءاً رئيسياً من البنية التحتية الأمريكية للدفاع الصاروخي، حيث يضعها موقعها في المنطقة القطبية الشمالية على أقصر مسار للصواريخ المنطلقة من روسيا باتجاه الولايات المتحدة.من جانبه، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قناعته بأن خطط ترامب “جدية”، محذراً من أن “الاعتقاد بأن هذا مجرد كلام مبالغ فيه هو خطأ كبير”.وقد أعلنت كوبنهاغن في يناير/كانون الثاني تخصيص مبلغ يقارب ملياري دولار لتعزيز حضورها في المنطقة القطبية الشمالية وشمال الأطلسي عبر شراء مراكب متخصصة ومعدات مراقبة.يذكر أن معظم مواطني غرينلاند وأحزابها السياسية أعربوا عن رفضهم لمقترح الضم الأمريكي، بينما أكد ملك الدنمارك فريدريك العاشر في تصريح نادر: “ينبغي ألا يكون هناك شك في حبي لغرينلاند، وعلاقاتي بشعب غرينلاند سليمة”.