العالم
جنوب سوريا يُفتَّش من الكيان رويترز: الجيش الإسرائيلي يداهم القرى والجيش السوري يلتزم الصمت.. سوريا تسرع المفاوضات

كشفت وكالة رويترز في تقرير موسع، اليوم الثلاثاء، عن مشهد ميداني وسياسي معقد في الجنوب السوري، حيث أكّد ضابط عسكري سوري أن دوريات الجيش السوري تتجنب مواجهة القوات الإسرائيلية، التي تنفذ مداهمات متكررة للقرى، وتطرق أبواب البيوت واحداً تلو الآخر لجمع بيانات عن السكان والتفتيش عن الأسلحة.
وذكرت الوكالة، نقلاً عن مصادر مطلعة على المحادثات، أن سوريا تسرّع المفاوضات مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني، تأمل دمشق أن يعكس استيلاء إسرائيل على أراضيها في الآونة الأخيرة، مشيرةً إلى أن هذا الاتفاق لن يرقى إلى مستوى معاهدة سلام كاملة.
وأوضح أربعة مصادر أن واشنطن تمارس ضغوطاً كبيرة لتحقيق تقدم ملموس في المحادثات قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك نهاية الشهر الجاري، حتى يتمكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الإعلان عن انفراجة دبلوماسية في هذا الملف الشائك.
وأشارت المصادر إلى أن التوصل إلى اتفاق حتى لو كان محدودًا سيُعتبر إنجازًا سياسيًا، في ظل الموقف الإسرائيلي المتشدد خلال أشهر من المفاوضات، مقابل موقف سوري ضعيف بعد تصاعد أعمال العنف الطائفية في الجنوب، والتي دفعت بعض الأطراف للمطالبة بتقسيم المنطقة.
وأكد التقرير أن القوات الإسرائيلية صعّدت من عملياتها الميدانية في جنوب سوريا، حيث تقوم بدوريات مكثفة، وتنفذ عمليات دهم دقيقة للمنازل لجمع معلومات استخباراتية عن السكان المحليين، وسط غياب تام لأي رد فعل من الجيش السوري، الذي يلتزم سياسة تجنب المواجهة المباشرة.
وبيّن التقرير أن رويترز تحدثت إلى تسعة مصادر مطلعة على مجريات المفاوضات والعمليات الميدانية، من بينهم مسؤولون عسكريون وسياسيون سوريون، ومصدران من أجهزة المخابرات، ومسؤول إسرائيلي، الأمر الذي يمنح التقرير مصداقية عالية ويوضح حجم التعقيد الذي يكتنف الجنوب السوري.
واختتمت رويترز تقريرها بالإشارة إلى أن الجنوب السوري أصبح ساحة مفتوحة للتجاذبات الإقليمية والدولية، في وقت يتصارع فيه النفوذ الأميركي والإسرائيلي مع التواجد الإيراني والروسي، بينما تقف الحكومة السورية أمام معادلة صعبة بين الحفاظ على سيادتها وتفادي مواجهة مباشرة قد تؤدي إلى تصعيد خطير.


















