السياسة
ألغاز الصدر السياسية تثير قلق الإطار التنسيقي زعيم التيار الصدري يبتعد عن الانتخابات لكنه يبقى في قلب المشهد

رغم إعلانه مقاطعة الانتخابات المقبلة وعدم إدراج كتلته ضمن القوائم المشاركة، يواصل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فرض حضوره على الساحة السياسية، ليبقى أحد أكثر الشخصيات غموضًا وتأثيرًا في المشهد العراقي، ما يثير حيرة خصومه في تحالف الإطار التنسيقي وحتى أنصاره والمقربين منه، بحسب ما كشفته مصادر مطلعة.وأفادت صحيفة الشرق الأوسط، في تقرير تابعته بصرة 365، أن حيرة القوى السياسية تعود إلى انسحاب الصدر المفاجئ في صيف 2022 من البرلمان وسحب 72 نائبًا من كتلته، إلى جانب موقفه الرافض للعمل مع من يصفهم بـ”الفاسدين” في إشارة إلى الإطار التنسيقي، ما فتح باب التكهنات حول خطوته المقبلة التي لا تزال تثير جدلًا بين الساسة والمحللين والجمهور.وقال مسؤول في الإطار التنسيقي، رفض الكشف عن اسمه، إن الصدر “يعيش في قلب العملية السياسية ولا يمكن أن يبتعد عنها، إذ يدرك مركزيته ومركزية تياره في النظام السياسي بعد 2003″، مضيفًا أن انسحابه الحالي يأتي ضمن رؤية خاصة به لا تتفق بالضرورة مع رؤى الأطراف الأخرى.وأشار إلى أن قوى الإطار تراقب المشهد بحذر شديد، معتبرًا أن “عين القوى السياسية على الانتخابات وأخرى على الصدر”، في ظل توقعات بعودته المفاجئة للمشهد السياسي في أي لحظة، وهو ما يثير قلقًا دائمًا لدى خصومه.من جانبه، أكد قيادي في التيار الصدري صعوبة التنبؤ بخطوة الصدر المقبلة، مبينًا أن التيار الوطني الشيعي، وهو التسمية التي أطلقها الصدر على تياره في نيسان 2024، ملتزم بقرار المقاطعة لكنه لا يعمل وفق خطة منظمة، في حين ظهرت مؤخرًا منشورات فردية تدعو إلى عدم المشاركة في الانتخابات.وأضاف أن الصدر أصدر في تموز الماضي قرارًا بفصل 31 عضوًا من التيار وسرايا السلام لترشحهم للانتخابات المقبلة خلافًا لقرار المقاطعة، مؤكدًا أن التيار لن يدعم أي قائمة أو شخصية مرشحة في الاستحقاق الانتخابي القادم.وبيّن القيادي أن الصدر يراهن على تآكل الإطار التنسيقي بمرور الوقت، ويرى أن النظام السياسي الحالي غير قابل للإصلاح بسهولة، مشيرًا إلى أن الصدر جرب مختلف أدوار العمل السياسي من المشاركة في البرلمان والحكومة إلى الانسحاب منهما، إضافة إلى التحرك في الشارع، وانتهى إلى قناعة بعدم قدرة هذا النظام على الإصلاح.وحول تأثير غياب التيار الصدري على توزيع المقاعد البرلمانية، خاصة في بغداد، أوضح القيادي أن الصدر غير قلق من ذلك، مذكرًا بأنه قاد تحالفًا وطنيًا بعد انتخابات 2021 لكسر المعادلة الطائفية، غير أن محاولته أُحبطت من قبل ما وصفهم بـ”حراس البوابة الطائفية”.وأكد القيادي أن التحولات الإقليمية تلعب دورًا كبيرًا في قرار الصدر بالابتعاد عن المشاركة السياسية، متوقعًا أن تشهد الساحة العراقية مفاجآت قد تصل إلى تأجيل الانتخابات المقبلة، في ظل قراءة الصدر المبكرة لتداعيات هذه التحولات على المشهد السياسي في العراق.