احتجاجات حاشدة رفضًا لتوقيف رئيس بلدية إسطنبول.. وإردوغان يتحدى “إرهاب الشارع”

تواصلت الاحتجاجات في تركيا لليوم الثالث على التوالي، حيث شارك مئات الآلاف من المتظاهرين مساء الجمعة في تظاهرات حاشدة تحت شعار “ليلة للديموقراطية” للتنديد بتوقيف رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.

وأعلن أوزغور أوزيل، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض، أن عدد المتظاهرين في إسطنبول وحدها بلغ 300 ألف شخص. وقد تجمع المحتجون في عدة أماكن بالمدينة بسبب إغلاق السلطات للطرق والجسور الرئيسية، ما منع تجمعهم في مكان واحد.

وردد المتظاهرون هتافات منها “لا تصمت وإلا سيأتي دورك قريبًا” و”لا تخافوا، الشعب هنا” و”حق، قانون، عدالة”، وذلك في أكبر احتجاجات تشهدها تركيا منذ احتجاجات حديقة غيزي عام 2013.

من جانبه، رفض الرئيس رجب طيب إردوغان هذه التظاهرات قائلاً إن “تركيا لن ترضخ لإرهاب الشارع”، محذرًا من أن الاحتجاجات التي تقودها المعارضة ستؤدي إلى “طريق مسدود”.

وكان إمام أوغلو، الذي يُعتبر أبرز منافسي إردوغان والمرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية عام 2028، قد أوقف فجر الأربعاء بتهم تتعلق بـ”الفساد” و”الإرهاب”. وتزامن توقيفه مع إبطال جامعة إسطنبول لشهادته العلمية، ما يضيف عقبة أخرى أمام ترشحه المحتمل للرئاسة.

وقد امتدت الاحتجاجات إلى 32 محافظة على الأقل من أصل 81 محافظة في البلاد، مع وقوع صدامات في إسطنبول وإزمير، حيث استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي ومدافع المياه ضد المتظاهرين.

وأكد أوزيل أن “رئيس البلدية أكرم ليس متورطًا في الفساد ولا في الإرهاب. إنه ليس لصًا ولا إرهابيًا”، مؤكدًا أن حزب الشعب الجمهوري سينقل نشاطه السياسي من القاعات والمباني إلى “الشوارع والساحات”.

وقد تسبب توقيف إمام أوغلو في انهيار حاد بالأسواق المالية التركية وضربة قوية للعملة المحلية، في وقت يواجه فيه النظام القضائي التركي انتقادات حادة بعد إقالة نقيب محامي إسطنبول وأعضاء مجلس النقابة بسبب مطالبتهم بالتحقيق في مقتل صحفيين كرديين تركيين في سوريا.