خبير اقتصادي يحذر عبر بصرة 365: حرائق الأسواق تهدد الاستثمار وتحوّل العراق إلى “منطقة عالية المخاطر”

حذر الخبير في الشؤون الاقتصادية، رشيد السعدي، اليوم الخميس، من التأثيرات العميقة والمتسارعة لتكرار الحرائق الكبرى في الأسواق والمخازن التجارية على البيئة الاستثمارية في العراق، مؤكداً أنها أصبحت عامل طرد للمستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.وقال السعدي في حديث لـ بصرة 365، إن “العراق يشهد بين فترة وأخرى حرائق ضخمة تطال مولات ومخازن وأسواق تجارية كبرى، وغالباً ما تكون هذه المواقع جزءاً من مشاريع استثمارية يفترض أنها تمثل واجهة للتنمية الاقتصادية”، مشيراً إلى أن “تكرار هذه الكوارث دون تحقيقات شفافة أو محاسبة فعلية يؤدي إلى تآكل الثقة بالبيئة الاستثمارية، ويجعل المستثمرين – خصوصاً الأجانب – يصنفون السوق العراقية كمنطقة عالية المخاطر”.وأشار إلى أن “تزايد معدلات الحوادث يؤثر كذلك على شركات التأمين والمصارف، التي قد ترفع الأقساط التأمينية بشكل كبير أو ترفض تغطية مشاريع في بعض المناطق، في حين تتردد البنوك في تمويل المشاريع العقارية والتجارية، ما يُعطل عجلة التنمية ويعزز مناخ الخوف والريبة”.وشدد السعدي على أن “الاستثمار الحقيقي يُفترض أن يُبنى على قواعد النمو المستدام والتخطيط الاقتصادي السليم، لكنه في العراق غالباً ما يتحول إلى (استثمار في الخطر) أو بحث عن (الربح السريع)، وهو ما يشوه الصورة الذهنية للاستثمار لدى العامة ويزيد من هشاشة السوق”.وتابع ان “منح مشاريع كبرى لمستثمرين لا يراعون الشروط، سببه غياب الشفافية وضعف المؤسسات لأن العملية لا تخضع لمعايير حقيقية من الكفاءة، بل غالبًا للوساطة والمحسوبية. المؤسسات المعنية بمنح التراخيص لا تتمتع باستقلالية ولا تخضع لمراقبة حقيقية، خاصة انه في الكثير من الأحيان، لا يكون (المستثمر) سوى واجهة لأطراف سياسية أو اقتصادية متنفذة وبالتالي، لا يهم إن كان المشروع آمنًا أو غير آمن، المهم أنه تم تمريره بطريقة تحقق الربح لتلك الجهة”.