نقابات أميركية تُنظّم صفوفهاالمواجهة بوجه اجتياح الذكاء الاصطناعي وتهديد الوظائف

بدأت نقابات العمال في الولايات المتحدة بتنظيم جهودها لحماية العاملين من التهديد المتصاعد الذي يشكله الذكاء الاصطناعي على الوظائف، داعية إلى تشريعات تضمن الشفافية والعدالة في استخدام هذه التقنية داخل الشركات.

وقال آرون نوفيك، من نقابة “أمازون”: “إحدى وسائلنا الوحيدة للضغط كعاملين هي الامتناع عن العمل، لكن ماذا سيحدث إذا حُرمنا من ذلك؟”، معتبرًا الذكاء الاصطناعي التوليدي خطرًا وجوديًا على العمال.

ويحذر خبراء من أن الأتمتة الجديدة قد تستبدل عددًا كبيرًا من العاملين، لا سيما في القطاعات الخدمية، إذ حذر الرئيس التنفيذي لشركة “أنثروبيك” من أن ما يصل إلى نصف الوظائف ذات المهارات المحدودة مهددة بالزوال، ما قد يرفع معدلات البطالة بنسبة تتراوح بين 10% و20%.

وأكد بيتر فين من نقابة سائقي الشاحنات “تيمسترز”، أن استبدال البشر بالذكاء الاصطناعي يقلق الجميع، وليس أعضاء النقابة فقط.

لكن جهود تمرير قوانين تضبط الذكاء الاصطناعي تواجه عراقيل، بعد استخدام حكام ولايات كبرى مثل كاليفورنيا وكولورادو حق النقض ضد مشاريع تحظر الشاحنات ذاتية القيادة، في حين تُناقش مشاريع مشابهة في ولايات أخرى.

فيدراليًا، كانت وزارة العمل في عهد بايدن قد أصدرت توصيات لتعزيز الشفافية، قبل أن يُلغي الرئيس ترامب الأساس التنفيذي لها بعد ساعات من تنصيبه.

وقالت هيوون بريندل-خيم من نقابة RWDSU: “الرسالة واضحة: يريدون فتح الباب للذكاء الاصطناعي دون ضمانات تحمي حقوق العمال”.

في المقابل، بدأت نقابات مثل “CWA” إدماج قضايا الذكاء الاصطناعي في مفاوضاتها، وتدريب أعضائها، وقد حققت بعض النجاحات، مثل نقابة “ILA” التي أوقفت الأتمتة الكاملة مؤقتًا، و”SAG-AFTRA” التي ضمنت أجورًا للممثلين عند استخدام صورهم وأصواتهم رقمياً.

لكن بحسب الباحثة في جامعة كورنيل، فيرجينيا دولغاست، فإن هذه الاستثناءات لا تُغني عن الحاجة لضبط جماعي أشمل، مؤكدة أن “العمال لا يريدون وقف التكنولوجيا، بل ضبطها بعدالة”.