السياسة
الخزعلي عن انسحاب الصدريين من الانتخابات:”هزّة سياسية تتطلب مراجعة جذرية وليس اقتسام المكاسب

أكد رئيس مجلس التنمية العراقي والنائب السابق عقيل الخزعلي أن انسحاب التيار الصدري من الانتخابات البرلمانية ليس مجرد قرار تنظيمي داخلي أو احتجاج انتخابي مؤقت، بل هو إعادة تموضع استراتيجية لقوة جماهيرية فاعلة تعكس رفضاً صريحًا للمشاركة في نظام يُنظر إليه من قبل التيار كمنظومة مختلة.وقال الخزعلي في بيان تلقت بصرة 365 نسخة منه، إن هذا الانسحاب يطرح سؤالاً محورياً حول كيفية قراءة القوى السياسية الأخرى لهذا القرار، وما إذا كانت ستراه فرصة لتوسيع نفوذها، أم تحذيراً وجودياً يستدعي مراجعة المسار.وأشار إلى أن بعض الكتل السياسية قرأت الانسحاب بزاوية ضيقة، معتبرةً إياه مجرد فراغ عددي يمكن استغلاله لزيادة مقاعدها، دون أن تدرك أن الفراغ الذي خلّفه التيار الصدري ليس رقميًا فقط، بل سياسي وشرعي وجماهيري، وأن غيابه يعني فقدان شرائح شعبية واسعة لتمثيلها المؤسسي، فيما فيما رأى آخرون أن الانسحاب يحمل رسالة تحذيرية واضحة حول انسداد أفق العملية السياسية، وفشل الإصلاح من الداخل، وتآكل الثقة بين الشعب والقوى الفاعلة، مشيراً إلى أن ذلك يحتم على الأحزاب مراجعة جادة وأن تسأل فيها نفسها: كيف وصلنا إلى مرحلة يقرر فيها تيار بهذا الحجم أنه لا جدوى من البقاء في اللعبة؟وأكد الخزعلي أن المطلوب ليس مجرد إعادة احتساب المقاعد، بل اتخاذ خطوات إصلاحية جريئة تشمل:1. إجراء مراجعة جذرية للنظام السياسي، تشمل قانون الانتخابات، طبيعة التحالفات، وتعزيز استقلالية القضاء في تسوية النزاعات.2. فتح حوار وطني شامل مع القوى المقاطعة، وعلى رأسها التيار الصدري، لمناقشة مستقبل التمثيل السياسي وإعادة بناء الثقة الوطنية.3. التوقف عن نهج الإقصاء والاحتكار، والاعتراف بأن غياب أي طرف لا يعني فرصة للتفرد، بل مؤشر على أزمة شرعية.4. تقديم مبادرات إصلاحية حقيقية، تشمل مكافحة الفساد، تفعيل دور البرلمان، وإعادة هيكلة مؤسسات الدولة بما يعكس الدستور واحتياجات المجتمع.5. الاستعداد لإعادة صياغة العقد السياسي العراقي، إن اقتضت الضرورة، لمنح المواطنين أملاً حقيقياً في مستقبل ديمقراطي لا يُختزل في انتخابات ضعيفة المشاركة.وشدد الخزعلي على أن انسحاب التيار الصدري قد يكون فرصة لباقي الكتل لإعادة تقييم مسارها، مؤكداً أن الاستقرار القائم على غياب الأطراف الفاعلة وهمٌ خطير، وإذا لم تُغتنم هذه الفرصة للإصلاح، فإن القادم لن يكون مجرد أزمة تمثيل، بل تصدّع تدريجي في شرعية النظام نفسه.وختم بالقول: “انسحاب التيار الصدري ليس مجرد م