“سدٌّ ترابي يثير الجدل”..مختصون: حلول ترقيعية تهدد شط العرب وتكشف فشل الحكومات في معالجة أزمة المياه

في ظل شحِّ المياه وتلوثها، تسعى حكومة البصرة المحلية لإنشاء سدٍّ ترابي على شط العرب عند جزيرة السندباد، بهدف الحفاظ على كميات المياه القادمة من نهر دجلة للمناطق الواقعة شمال المحافظة.إلا أن هذا المشروع أثار جدلًا واسعًا بين ناشطين بيئيين وزراعيين، الذين حذروا من تداعياته السلبية على التنوع الأحيائي، والبساتين، والثروة السمكية، مؤكدين أنه حلٌّ مؤقت يهدد مناطق أخرى ويكرّس سياسة “فئة على حساب فئة”.وقال الناشط البيئي علي النور في تصريح خاص لبصرة 365 إن “هذا الحل لا يُعدُّ معالجة جذرية للأزمة، بل يقتصر أثره على مناطق شمال البصرة التي تعتمد على تربية الحيوانات والزراعة، بينما سيؤدي إلى تدمير المناطق الواقعة خلف السد وصولًا إلى الفاو”.وأضاف: “الحكومات المتعاقبة، سواء المحلية أو المركزية، لم تتبنَّ حلولًا استراتيجية رغم التحذيرات التي أطلقناها منذ عام 2015، وقد قدَّمنا دراسات متكاملة لإنشاء سدٍّ مَلاحي في جزيرة أم الرصاص، لكن الملف أُهمل تمامًا”، مشددًا على أن “الحل الأمثل يكمن في إنشاء محطات متطورة لتحلية وتنقية مياه البحر، لتكون صالحة للاستخدام البشري والزراعي والحيواني”.من جانبه، أوضح الناشط الزراعي علي قاسم في حديثه لبصرة 365 أن “مثل هذه القرارات يجب أن تُناقش مع المختصين قبل التنفيذ، فهي حلول وقتية عالية الكلفة، وإزالتها تحتاج إلى موسم كامل على الأقل”.وأشار إلى أن “الوضع الحالي لا يحتمل مزيدًا من القرارات الارتجالية، خاصة وأن شط العرب يشهد تراجعًا مستمرًا في الإطلاقات المائية القادمة من تركيا منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى اليوم”، محذرًا من أن “المشروع قد يتسبب بمشاكل كبيرة في أوقات الفيضان كما حصل عام 2019، حين فاضت الأنهار في قضاء أبي الخصيب وغرقت مناطق واسعة”.بدوره، وصف رئيس منظمة الحقوق الخضراء فلاح الأميري في تصريحه لبصرة 365، القرار بأنه “متأخر وغير علمي”، مبينًا أن “أي مشروع يتعلق بالمجاري المائية والموارد المائية في العراق يتطلب موافقة اتحادية ودراسات دقيقة ومعمقة”.ولفت إلى أن “المسافة من السندباد حتى الفاو تتجاوز 120 كيلومترًا وتضم محطات تصفية ومناطق زراعية وبساتين، ولا توجد رؤية واضحة لكيفية تدوير المياه وتأمين مصادرها بعد إقامة السد”.وأضاف أن “المشروع واجه معارضة شديدة من المزارعين، والناشطين، وأساتذة جامعة البصرة، لأنه يهدد شط العرب، وقد يفتح الباب أمام تداخلات سياسية وانتخابية في ملف المياه”.واختتم الأميري تصريحه بالتأكيد على أن “الحل ال