العالم
هل تنقل إيران عاصمتها إلى الجنة المفقودة؟

عاد النقاش حول نقل العاصمة الإيرانية من طهران إلى مكران إلى الواجهة مجددًا، بعد تصريحات للرئيس مسعود بزشكيان، الذي أكد أن إيران “ليس أمامها خيار سوى نقل المركز السياسي والاقتصادي إلى الجنوب”، بحسب تقرير للمونت كارلو الدولية. هذا الطرح، الذي سبق أن ناقشته الحكومات الإيرانية المتعاقبة دون تنفيذ، يأتي في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه طهران، من التلوث الحاد وشحّ المياه إلى الازدحام والنشاط الزلزالي.لماذا مكران؟تقع مكران على الساحل الجنوبي لإيران، وتمتد عبر محافظة سيستان بلوشستان وجزء من محافظة هرمزغان، مطلة على خليج عمان. تمتاز بموقعها الاستراتيجي الذي يمنح إيران منفذًا بحريًا واسعًا، ما يعزز إمكانياتها التجارية والاقتصادية. كما أن المنطقة أقل عرضة للزلازل مقارنة بطهران، التي تعاني من مخاطر جيولوجية متزايدة.التحديات التي تواجه طهرانتواجه العاصمة الحالية طهران أزمات متراكمة، أبرزها:•التلوث البيئي: تُعدّ من بين أكثر المدن تلوثًا في العالم.•الاختناق المروري: يعاني سكانها من ازدحام خانق يؤثر على جودة الحياة.•شحّ المياه: تواجه العاصمة أزمة مائية متفاقمة بسبب الاستهلاك المرتفع والجفاف.•النشاط الزلزالي: تقع طهران على فوالق نشطة تجعلها عرضة لزلازل مدمرة.•التوسع العمراني العشوائي: أدى النمو السكاني الكبير إلى ضغط هائل على البنية التحتية.تحديات نقل العاصمةرغم المزايا المحتملة، فإن نقل العاصمة إلى مكران يواجه عقبات مالية ولوجستية ضخمة. فبحسب تقارير محلية، يتطلب المشروع استثمارات هائلة في البنية التحتية، تشمل إنشاء مؤسسات حكومية، شبكات مواصلات، مرافق خدمية، وسكن لملايين المواطنين، وهو ما يشكل عبئًا إضافيًا على اقتصاد إيران الذي يعاني من العقوبات الدولية والمشكلات المالية.كما أن نقل العاصمة قد يثير مخاوف سياسية وإدارية، نظرًا لما تمثّله طهران من رمزية تاريخية واستراتيجية منذ أن أصبحت عاصمة البلاد عام 1786.بينما يرى مؤيدو الفكرة أن مكران قد تكون نافذة اقتصادية جديدة لإيران بفضل موقعها الساحلي، يؤكد معارضو المشروع أن الحل يكمن في إصلاح طهران بدلاً من التخلي عنها.هذا وقد وصف وزير الخارجية الإيراني مكران بالجنة المفقودة في تصريحات صحفية سابقة.