“يعطي المراد لمن أراد”..قصة موكب بصري في الطويسة يُخلد شهيدًا قتله الاحتلال البريطاني

في إحد شوارع الطويسة بمحافظة البصرة، كان حسين راضي يُخطّط لافتتاح موكب حسيني قبل أن يُغتال على يد الاحتلال البريطاني.

قال لأخيه: في ال2005 “السنة الجاية نسوي موكب”.. ولم تكن السنة “الجاية” بعيدة، لكنها كانت المرة الأخيرة التي قالها.

رحل حسين، لكن حلمه لم يُدفن، بل تحوّل إلى موكب، ثم هيئة، ثم صرحٍ يسمّيه الزائرون: “الذي يعطي المراد لمن نادى”.

ويقول خادم موكب الشهيد حسين راضي، الشيخ تقي العبادي، في تصريح خاص لـ “بصرة 365″، إن “فكرة تأسيس الموكب بدأت في عام 2005 على يد شقيقه الشهيد حسين راضي، الذي استشهد في 2006 على يد القوات البريطانية في منطقة الطويسة بمحافظة البصرة”.

ويوضح أن “الشهيد حسين كان صاحب الفكرة، حين اقترح إنشاء موكب عزاء في العام التالي، في وقت كانت المواكب قليلة في البصرة”، مشيرًا إلى أنه “لم يُكتب للشهيد أن يرى الموكب الذي حلم به، حيث اغتيل قبل عام من إقامته”.

ويتابع العبادي: “بعد استشهاده، أصرّ بعض شباب المنطقة على تنفيذ أمنية الشهيد، فتم تأسيس الموكب، وسُمّي باسمه تكريمًا له، ليصبح بعد ذلك مركزًا شعائريًا ومعرفيًا بارزًا بفضل دعم الأهالي والخيرين”.

ويشير إلى أن “الموكب تطور عبر السنين، فصار هيئة باسم هيئة خدام فاطمة الزهراء، وأسس لاحقًا هيئة السيدة زينب للتطبير، كما أصبح للمواكب التابعة له حضور رسمي في كربلاء من خلال مداخل ودخوليات معترف بها، إضافة إلى مشاركته في شعائر ليلة العاشر من محرم”.

ويبيّن العبادي أن “الموكب لا يقتصر على المواساة واللطم، بل يشكّل منبرًا معرفيًا وروحيًا”، مؤكدًا أن “كل موكب يحمل قصة، لكن هذا الموكب يحمل سرًا، فما من أحد طلب شيئًا عند الحسين إلا ورزقه الله مراده ببركة الحسين (عليه السلام) وولاية الزهراء عليها السلام”.

وختم قائلًا: “هذا الموكب صار عهدًا متجددًا كل عام، نستذكر فيه الشهيد، ونواسي فاطمة الزهراء(ع)، ونُحيي شعائر الله كما قال القرآن الكريم: ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”.