العراق يرسم خارطة الطاقة العالمية: وزير النفط يطرح رؤية استراتيجية في ندوة “أوبك” بـ فيينا

أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، وزير النفط حيان عبد الغني، اليوم الأربعاء، أن العراق يسعى إلى لعب دور محوري في تأمين استقرار الطاقة العالمي، مشيرًا إلى أن ضمان هذا الاستقرار يتطلب التزامًا دوليًا جادًا بتمويل مشاريع إنتاج النفط والغاز ومصادر الطاقة النظيفة على حدّ سواء، خصوصًا في الدول النامية.

جاء ذلك خلال مشاركة عبد الغني، في جلسة حوارية وزارية عُقدت على هامش أعمال الندوة الدولية التاسعة لمنظمة أوبك في فيينا، والتي حضرها عدد من وزراء الطاقة وخبراء الصناعة العالميين.

وخلال الجلسة، طرح وزير النفط ثلاثة مقترحات رئيسية تمثل رؤية العراق المستقبلية في موازنة متطلبات أمن الطاقة العالمي مع التحولات البيئية والاقتصادية.

وشدد الوزير على أن العراق يمتلك احتياطات مؤكدة تتجاوز 145 مليار برميل من النفط، وأكثر من 132 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وهي موارد ما تزال غير مستغلة بالكامل. وأكد أن هذه الإمكانات تتيح لبغداد دورًا حاسمًا في استقرار السوق العالمي.
أشار إلى توجه العراق لتقليل حرق الغاز المصاحب وتحويله إلى مصدر لتوليد الكهرباء، ضمن التزاماته البيئية. ولفت إلى أن تنفيذ المشاريع الكبرى بهذا الشأن يقلل الانبعاثات ويعزز الاكتفاء المحلي، مؤكدًا أن العراق يتجه نحو دخول سوق الغاز العالمي مستقبلًا.

وبيّن الوزير أن قطاع الطاقة يجب أن يتحول إلى رافعة للتنمية، وليس فقط مصدرًا للإيرادات، مشيرًا إلى أن العوائد يجب أن تُستخدم لتمويل مشاريع التعليم والصحة والإسكان، وتوفير فرص عمل مستدامة للمواطنين، خصوصًا في المناطق الأقل نموًا.

ودعا عبد الغني إلى إطلاق صناديق سيادية مشتركة وتقديم مبادرات ضمان المخاطر، فضلًا عن تقديم حوافز ضريبية لتشجيع الاستثمار الخاص في مشاريع الطاقة، محذرًا من أن حجم الاستثمارات الحالي لا يواكب النمو العالمي في الطلب على الطاقة، ما يستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا.

وفيما يخص الأولويات الوطنية، أكد عبد الغني أن الوزارة تركز على: (تأمين الطاقة داخليًا، استثمار الغاز المصاحب، تطوير المصاف، زيادة إنتاج المشتقات، رفع قدرات التصدير النفطية، دعم مشاريع الطاقة المتجددة ضمن مزيج الطاقة المستدام).