العراق يزرع العطر والدواء في الصحراء:مشروع بيئي في الأنبار لمكافحة التصحر وتعزيز الاقتصاد

أعلن مدير مشروع حوض الحماد، إبراهيم منادي، انطلاق تجربة ناجحة لزراعة النباتات الطبية والعطرية في منطقة القائم بمحافظة الأنبار، ضمن مشروع يُعد من أبرز المبادرات البيئية لمكافحة التصحر في العراق.

وقال منادي في تصريح صحفي تابعته “بصرة 365″، إن المشروع، الذي يُنفذ في منطقة الخرش، يهدف إلى تحسين البيئة المحلية من جهة، وتعظيم العوائد الاقتصادية من جهة أخرى، عبر زراعة أصناف غنية بالفوائد الصحية والتجارية مثل إكليل الجبل (روز ماري)، واليانسون، وخبز النحل، وحبة الحلوة، والكزبرة.

وأوضح أن هذه النباتات لا تقتصر فوائدها على الجانب الطبي فحسب، بل تُستخدم أيضًا في صناعات العطور ومستحضرات التجميل، كما تُعد مصدرًا طبيعيًا لتغذية النحل، ما يُسهم في إنتاج عسل عالي الجودة ويعزز قطاع النحل والعسل في العراق.

10 دوانم في أولى المراحل.. والطموح للتوسع:
وأشار مدير المشروع إلى زراعة 10 دوانم حتى الآن، مع خطط توسعية طموحة بفضل ما حققه المشروع من نتائج مشجعة، لافتًا إلى أن مشاتل المشروع تمكنت هذا العام من إكثار أكثر من 30 ألف شتلة من إكليل الجبل، ما يُهيئ الأرضية لزيادة الرقعة الخضراء في السنوات المقبلة.

استدامة بيئية واقتصادية:
وأكد منادي أن المشروع يُعد جزءًا من رؤية وزارة الزراعة لتعظيم الموارد الطبيعية، ويُنفذ من خلال كوادر وطنية ذات كفاءة عالية تحت إشراف دائرة الغابات والتصحر، مضيفًا أن هذه الجهود تسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد في قطاع الأدوية والمستحضرات الطبية، وتدعم الاكتفاء الذاتي في مجالات متعددة.

ووصف منادي “مشروع حوض الحماد” بأنه نموذج ناجح للمشاريع الزراعية المستدامة في العراق، يجمع بين الأهداف البيئية والاقتصادية، ويُظهر كيف يمكن للصحراء أن تتحول إلى حقل أخضر ينتج العطر والدواء، بدعم حكومي وتخطيط علمي.