اخبار اخرى
“الأحزاب لا تؤمن بدور الشباب في صنع القرار”..باحث يؤشر فجوة بين المواثيق الدولية والواقع المحلي

أكد أستاذ الدراسات التاريخية في جامعة البصرة والمتخصص في العلاقات الدولية، الدكتور علي جودة المالكي، أن العراق يُعد من أكثر الدول المصادقة على قرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالشباب والسلام والأمن، لكن هذه القرارات تفتقر إلى التطبيق الفعلي على أرض الواقع، مشيراً إلى أن الكتل السياسية القائمة “لا تؤمن” بدور الشباب في صنع القرار السياسي وفقاً لاستبيانات أُجريت في هذا الصدد، وأن السلطة تظل مركزة بيد قيادات الصف الأول والصقور.
جاء ذلك خلال ندوة علمية نظمها اتحاد أدباء البصرة – منتدى الفلسفة بعنوان “مفهوم السلام وتحويل الصراع: رؤية أكاديمية – العراق أنموذجاً”، حضرها مراسل قناة البصرة 365. وأوضح المالكي أن الجهود الشبابية المبكرة في مناطق مثل الموصل والأنبار وصلاح الدين واجهت تحديات كبيرة تمثلت في محاولة التنظيمات الإرهابية التغلغل فيها بصفة مسعفين، مما دفع السلطات إلى تقييد عمل المجموعات الشبابية وإبعادها.
وسلط المالكي الضوء على تطور المبادرات الشبابية بعد عام 2017، حيث بدأت جمعيات من مختلف المحافظات بالضغط على الحكومات المحلية والمركزية للمطالبة بدور واضح للشباب في “عمليات صناعة السلام”، تبعها تشكيل فرق تطوعية نفذت مشاريع عملية مثل ترميم دور العبادة والمنازل المتضررة، ودعم النازحات بدورات تثقيفية ومهنية.
وأشار الأستاذ الجامعي إلى مبادرات محددة مثل “زاوية ترسم” في الأنبار التي استخدمت الفن والحوار لدمج المجتمع، ومبادرة “كثير الهلا” التي جمعت شباباً من مختلف أنحاء العراق وعززت التفاهم عبر زيارات للمدن المقدسة، لافتاً إلى مفارقة تمثلت في أن محافظة الموصل أبدت استجابة أكبر لمبادرات السلام الشبابية مقارنة بمحافظتي الأنبار وصلاح الدين.
وختم المالكي بالتأكيد على الحاجة الماسة لسياسات واقعية تهدف إلى تمكين الشباب ومنحهم دوراً حقيقياً في عمليات صناعة السلام، مشيراً إلى أن الأحزاب لا تشرك الشباب إلا بشكل محدود وبما يتوافق مع “مصالحها السياسية الآنية”، وأن تخفيض سن الترشح للبرلمان لم يكن كافياً لضمان مشاركة فعالة للشباب في الحياة السياسية.


















