ارتفاع أسعار مطافئ الحريق في البصرة:إقبال كبير من المواطنين بعد حريق الكوت

لم تمرّ فاجعة “هايبر ماركت الكوت” كحادث عابر؛ فشرارة الحريق امتدّت إلى الأسواق، وأشعلت موجة ذعر دفعت آلاف المواطنين في محافظة البصرة إلى التهافت على اقتناء مطافئ الحريق، التي ارتفعت أسعارها بأكثر من 50% خلال أيام معدودة.

بصرة 365 رصدت حركة السوق، حيث تحوّلت المطفأة من سلعة مهملة إلى حاجة أساسية في كل منزل. ويقول عباس طارش، صاحب محل لبيع معدات السلامة: “سعر المطفأة من نوع 6 كغم ارتفع من عشرين ألف دينار إلى ثلاثين ألفًا. لا يوجد وعي، لكن هناك خوف… المواطن يشتريها ليشعر بالأمان، حتى وإن لم يكن يعرف كيفية استخدامها”.

محمد عزيز، أحد سكان البصرة، أشار إلى أنه لم يكن يهتم سابقًا بوسائل السلامة، إلا أن حادثة الكوت غيّرت رأيه: “لم أفكّر من قبل باقتناء مطفأة، لكنها اليوم باتت ضرورية كأي جهاز كهربائي في البيت”، مضيفًا: “ولست الوحيد، فجيراني كذلك بدأوا يتساءلون عنها”.

من جانبه، قال جاسم سعيد، تاجر آخر: “كنا نبيع هذه المواد فقط إلى الشركات النفطية والأمنية، لكن اليوم بدأ المواطنون يسألون عن منظومات إطفاء كاملة… وهذا تطور ملحوظ، وإن جاء متأخرًا وبدافع الذعر”.

وعن أسباب ارتفاع الأسعار، أوضح طارش أن “بعض التجار استغلوا الأزمة، خصوصًا في العاصمة بغداد، فارتفعت الأسعار في الجملة، الأمر الذي انعكس على المواطنين في البصرة”، مبينًا أن محله حافظ على الأسعار القديمة رغم صعوبة الاستيراد.

أما سيف علي، شاب في العشرينيات، فعبّر عن استغرابه من غياب التوعية الإعلامية، متسائلًا: “لماذا لا توجد قناة توعوية تشرح للمواطن كيفية استخدام مطفأة الحريق؟ الناس يقتنونها بدافع الخوف، لكنهم لا يعرفون كيف يتعاملون معها”.

في بلدٍ اشتعل فيه الوعي بعد فوات الأوان، تحوّلت المطفأة من قطعة منسية إلى وسيلة للبقاء. ويبقى السؤال: هل ننتظر كارثة أخرى لنُدرك قيمة الوقاية؟