تل أبيب فعّلت ورقة الأقليات للضغط ..الغساني يكشف كواليس لقاء سوري-إسرائيلي سري في أذربيجان

كشف أستاذ العلاقات الدولية علي الغساني عن فشل لقاء غير معلن جرى مؤخرًا بين ممثلين عن سوريا وإسرائيل في العاصمة الأذربيجانية باكو، بسبب تعذر التوصل إلى تفاهم مشترك حول خطوات التطبيع، ما دفع إسرائيل إلى تفعيل ورقة الأقليات – وعلى رأسهم الدروز – للضغط على دمشق من الداخل.

وقال الغساني، في منشور تابعتها بصرة 365، إن “اللقاء شهد مقاربات متباينة؛ إذ طرحت إسرائيل اتفاقية سلام شاملة تستثمر ضعف الدولة السورية، بينما تمسكت دمشق باتفاقية عدم اعتداء مؤقتة تتيح لها بلورة رؤية أكثر عمقًا للمستقبل”.

وبيّن الغساني أن المحادثات اصطدمت بخمسة محاور خلافية رئيسية:

1. السلام الشامل مقابل التهدئة المؤقتة: إسرائيل أرادت اتفاقًا دائمًا، بينما طلبت سوريا الاكتفاء باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
2. التنسيق الاستخباراتي: تل أبيب اقترحت غرف عمليات مشتركة ضد إيران وحزب الله مقابل الاعتراف السوري بمزارع شبعا، وهو ما رفضته دمشق.
3. جبل الشيخ: إسرائيل طرحت إدارة مدنية وأمنية مشتركة مع الإبقاء على وجودها العسكري، بينما طالبت سوريا بانسحاب كامل كبادرة حسن نية.
4. ملف الجولان: إسرائيل طلبت اعترافًا رسميًا بالسيادة على الجولان، فيما تمسكت دمشق باعتباره أرضًا سورية محتلة مؤقتًا.
5. الغاز والاستثمارات: إسرائيل اقترحت بيع الغاز بأسعار مخفضة لسوريا مقابل السماح باستثمارات إسرائيلية تدريجية في قطاعات استراتيجية.

وأكد الغساني أن إسرائيل، بعد فشل اللقاء، فعّلت استراتيجية الضغط عبر الأقليات لتسريع التفاهمات، مرجّحًا أن تدخل المرحلة المقبلة في مسار تصعيدي جديد، وسط إصرار كل طرف على موقفه التفاوضي.