تضم دراكولا وصنوف الأوركيد..محمية “روح الغابة” جنة لإنقاذ الزهور النادرة من الانقراض

في قلب الغابات الكولومبية الخلابة، يقف دانيال بيدراهيتا (62 عامًا) حارسًا أمينًا لكنوز الطبيعة الأكثر تعرضًا للانقراض.

في محميته “روح الغابة”، يرعى هذا الخبير الزراعي بشغف أكثر من 25 ألف نبتة أوركيد، تمثل 5 آلاف نوع من شتى أنحاء العالم، في مسعى جاد لإنقاذ هذه الزهور الفاتنة من براثن الانقراض.

تحت سقف مشتلين ضخمين، تتراقص ألوان الأوركيد من الزهرة الوطنية الكولومبية “كاتليا تريانا” إلى “مازديفاليا فيتشيانا” القادمة من أرض الإنكا ماتشو بيتشو.

وفي ركن خاص، تزهو نسخة مستنسخة من “ليكاستي سكينري” الغواتيمالية المنقرضة، شاهدةً على نجاح بيدراهيتا في تحدي قوانين الطبيعة.

يرى بيدراهيتا في محميته أكثر من مجرد حديقة؛ إنها بنك جيني حيوي يحمل على عاتقه مسؤولية الحفاظ عليه وتنميته. ومن بين آلاف الأنواع، تحظى عشرون نوعًا مهددًا بالانقراض باهتمام خاص، إذ يحلم بإعادة توطينها في مواطنها الأصلية.

لا يقتصر دور المحمية على الحماية فحسب، بل تُعد مختبرًا لاستنساخ الأنواع النادرة مثل “أنجولوا بريفيلابريس” و”دراكولا نوسفيراتو” المتوطنة في كولومبيا. وفي إنجاز علمي بارز، ساهم بيدراهيتا في اكتشاف نوع جديد أُطلق عليه اسمه “سوبراليا بيدراهيتا”.

يمتد تأثير بيدراهيتا إلى ما هو أبعد من حدود محميته، فهو يشارك شغفه ومعرفته من خلال دروس في زراعة الأوركيد، وقناة تعليمية على يوتيوب، ومدرسة إلكترونية، ساعيًا لنشر الوعي وتشجيع الآخرين على المشاركة في جهود الحفاظ على الطبيعة.

مع كل زهرة جديدة تُكتشف في كولومبيا، يزداد إصرار بيدراهيتا على مواصلة مهمته. فبالنسبة له، الأوركيد ليست مجرد نبات، بل هي تجسيد للكمال الطبيعي، ورمز لأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي في كولومبيا والعالم أجمع.