هل قرأت لها ؟منزل ملكة الجريمة على نهر دجلةيواجه الانهيار

على ضفاف نهر دجلة، في قلب منطقة كرادة مريم بالعاصمة بغداد، يقف منزلٌ عريق يئن تحت ثقل الزمن، شاهداً على فصول من تاريخ العراق الثقافي. إنه بيت الكاتبة البريطانية الشهيرة أغاثا كريستي، الذي يواجه اليوم خطر الانهيار، بعدما كان لعقود ملاذا لإبداعها.

لوحة تحذيرية على جدرانه المهترئة تقول: “احذر! خطر الانهيار”، فيما تظل الجدران والأسقف تروي بصمت حكايات ثلاثة عشر عاماً عاشتها كريستي في العراق برفقة زوجها عالم الآثار، حيث شاركته رحلات التنقيب، وعاصرت اكتشافات أصبحت فيما بعد معروضات في المتاحف.

المؤرخ العراقي عادل أرداوي يوضح لـ”الأناضول” ، ما تابعته بصرة 365 ، بأن كريستي اختارت هذا المنزل المطل على النهر لما يحمله من سمات العمارة البغدادية القديمة، ويشير إلى أن إطلالته الساحرة كانت مصدر إلهام لها، حتى ظهرت بغداد في روايتها الشهيرة جريمة في قطار الشرق السريع. ويضيف أرداوي أن البيت ارتبط أيضا بتاريخ العراق الملكي، إذ يُشاع أنه كان في السابق مقر إقامة علي، شقيق الملك فيصل الأول.

وفي شارع المتنبي، حيث تعيش الكتب وتتنفس، يقول بائع الكتب حمزة أبو صالح إن حضور كريستي الأدبي في العراق لا يزال قويًا، مؤكداً أن رواياتها من أكثر العناوين طلبا لدى القراء العراقيين منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى اليوم.

ورغم تآكل جدرانه، يظل بيت أغاثا كريستي شاهدًا على زمن جمع بين ضفاف دجلة وأجواء الرواية البوليسية، بانتظار من ينقذه من الصمت الأخير، وربما يحوّله إلى متحف يخلّد تلك الذاكرة.