الصدر وكبرياء العودة..مزاد انتخابي في النجف ومناورات كسر العظام مع الإطار التنسيقي

نشرت صحيفة الشرق الأوسط تقريرًا مفصلًا حول التحركات السياسية الأخيرة المرتبطة بزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، حيث أثار بيان مقتضب نُشر عند منتصف ليل الأحد – الاثنين على حساب “وزير القائد” المقرّب منه، عاصفة من التوقعات والتكهنات بشأن عودة التيار إلى السباق الانتخابي.

البيان الذي صدر من النجف تضمن سؤالًا صريحًا: “من يستحق دعمنا في الانتخابات المقبلة؟”، في إشارة إلى نحو 800 ألف صوت صدري صوّتت للتيار في انتخابات 2020، ما اعتُبر فتحًا مبكرًا لـ”مزاد انتخابي” حارق أربك حسابات الخصوم والحلفاء على حدّ سواء.

استهداف الحشد.. وخرق الخطوط الحمراء

السؤال الأهم في بيان “وزير القائد” كان عن الكتلة التي تؤيد حلّ الميليـ/ـشيا*ت ودمج الحشد ضمن القوات الأمنية، ما مثّل ضربة مباشرة لتحالف “الإطار التنسيقي” والفصائل المقربة من طهران، إذ يُعد المساس بالحشد الشعبي خطًا أحمر سياسيًا وعقائديًا لدى هذا المعسكر.

تحريك المفوضية لأجل عودة محتملة

وبحسب معلومات الصحيفة، شهدت الأيام الماضية تحركات في الكواليس من أجل تهيئة الأرضية القانونية لعودة محتملة للصدر، رغم أن مفوضية الانتخابات أغلقت باب الترشيح.
لكن قادة بارزين في الإطار التنسيقي رفضوا هذا السيناريو دون ضمانات مكتوبة من الصدر بخط يده، وسط تشكيك البعض بجدية الوساطات، واعتبارها مجرد مناورات تكتيكية من التيار.

تيار على الحافة وزعيم يُراوغ

في الوقت نفسه، عبّرت أوساط صدرية عن ضيق متزايد من الغياب الطويل، مع مرور أربع سنوات على انسحاب التيار من البرلمان، وقلق من تمديد العزلة لأربع سنوات أخرى.
مصادر الصحيفة تؤكد أن مبادرات الوساطة لم تكن بطلب من الصدر، بل من قيادات داخلية “تشعر بالملل”، في حين غضب الصدر من مضمون الردود القادمة من الإطار، فلوّح بـ”ورقة الأصوات” بأسلوب وصفه البعض بـ”كسر العظام السياسي”.

مشروع أب الأيتام

يرى الباحث العراقي المقيم في واشنطن، عقيل عباس، أن الصدر يسعى لإبقاء تياره متماسكًا خارج السلطة، وقد يعود بشروطه ليقود تغييرًا واسعًا، أو ينتظر لحظة الانهيار السياسي الكبير ليقدّم نفسه “كأب سياسي للأيتام”.

ويشير إلى أن الصدر لا يمنح ضمانات لأحد، ويُفضّل الغموض والتكتم، ما يُبقي خصومه في حالة ترقّب مستمر، بينما لا تزال دائرته الضيقة فقط على اطلاع فعلي بمسار قراراته.