السياسة
هل يلوح شبح التدخل الإسرائيلي في العراق؟خبير استراتيجي: تل أبيب تستغل التوترات و”حماية الأقليات” ذريعة للنفوذ

علّق الخبير الأمني والاستراتيجي سيف رعد، اليوم الثلاثاء، على احتمالية تدخل إسرائيل في العراق، مشيرًا إلى أن المشهد السوري قد يتحوّل إلى نموذج يُحتذى إسرائيليًا في حال توفرت الظروف المناسبة، لا سيما في ظل هشاشة بعض المناطق العراقية.
وقال رعد في تصريح خاص لـ بصرة 365 إن “الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على دبابات تابعة للجيش السوري في السويداء، بذريعة حماية الدروز، تكشف عن تحوّل خطير في قواعد الاشتباك، إذ لم تعد تل أبيب تكتفي بالضربات الوقائية، بل أصبحت تتدخل ميدانيًا تحت حجج إنسانية مشكوك فيها”.
وأوضح أن “تبرير إسرائيل لهذه الضربات بأنها رد على تجاوز الجيش السوري لخط حدودي داخل السويداء، رغم أنه تدخل لاحتواء اشتباكات عشائرية درزية-بدوية، يُظهر أن الأهداف الحقيقية أعمق، وترتبط بسعي استراتيجي لتوسيع النفوذ، وليس حماية الدروز كما تدعي”.
وأشار رعد إلى أن “قادة الدروز في سوريا يرفضون التدخل الخارجي، ويؤكدون أن حمايتهم مسؤولية الدولة السورية، وهو ما يُعزز الفرضية بأن إسرائيل تستثمر قضية الأقليات غطاءً لتفكيك الدولة السورية الجديدة بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024”.
وعن العراق، حذر رعد من “تكرار السيناريو السوري”، قائلاً: “إسرائيل قد تلجأ إلى استغلال التوترات الطائفية أو القومية في العراق، خصوصًا في مناطق مثل سهل نينوى، سنجار، أو الأنبار، حيث تعاني الدولة من هشاشة أمنية وصراعات متقطعة”.
وأضاف أن “رغم أن العراق يمتلك بنية حكومية أقوى نسبيًا من سوريا، إلى جانب الحضور الأمريكي، إلا أن استمرار الانقسامات والفراغات الأمنية قد يجعل البلاد عرضة لأي تدخل خارجي، في حال تعارضت مصالح إسرائيل مع النفوذ الإيراني أو الفصائل المسلحة”.
وتابع: “العراق ليس على أعتاب تدخل مباشر، لكن احتمالات الاستغلال قائمة، خاصة إذا شعرت تل أبيب بتهديد قادم من داخل الأراضي العراقية”، لافتًا إلى أن “إسرائيل الآن تبني قواعد عسكرية في المنطقة العازلة داخل سوريا، ما يكشف عن طموح للهيمنة طويلة الأمد، قد يتمدد إذا سنحت الفرصة”.
وختم رعد بالقول إن “تراجع النفوذ الإيراني بعد سقوط الأسد فتح المجال لإسرائيل في سوريا، أما في العراق، فرغم بقاء تأثير طهران، إلا أن تركيا والولايات المتحدة أيضًا تلعبان أدوارًا متشابكة، ما قد يخلق تربة خصبة لأي تصعيد إقليمي يفتح الباب لتدخلات مباشرة أو غير مباشرة”.


















