تحقيقات
ضحاياها 4 ايتام ..خيوط زواج بلا حب تنسج كارثة مأساوية لعائلة بصرية

خاص/ قناة BSR365/ برنامج أجنحة الرحمة
في احدى أزقة منطقة شعبية بالبصرة، تكمنُ أسرةٌ صغيرةٌ بائسةٌ تحت جناح جدتها الحانية، بعد أن ارتمت أمهم براثن الموت المفجع. فقد كانت الزوجة مقهورة، أُرغمت على الزواج من رجل لا تهوى صحبته، فما كادت تطأ حياتها الزوجية حتى تسللت خيوط الخلاف لتنسج بينهما ستارًا من العداوة والبغضاء. ومع مرور الأعوام، تصاعدت نار الشقاق بينهما وتبادلا الضرب والشتائم، حتى انفجرت البركان ذات يوم أسود، عندما غضب الزوج طغى عليه فضربها على رأسها ضربة قاتلة وهي حامل في شهرها الثامن.
في تلك الليلة الرهيبة، هرول الأطفال مذعورين إلى جدتهم يصرخون بألم ويبكون بحرقة. جاءت سيارات الإسعاف لتحمل جثمان الأم إلى الطب العدلي، أما الزوج القاتل فقد لاذ بالفرار إلى أخته، لكن أيدي العدالة لحقت به، بعد إتصال من أحد أقربائه خشية الثأر العشائري، فحكم عليه بالسجن المؤبد لعشرين عاماً.
وهكذا تركت تلك الواقعة أربعة أيتام صغار برعاية جدتهم الوحيدة، التي لا تملك سوى معاش تقاعدي زهيد قدره 400 ألف دينار لا يسد رمقهم. تقول الجدة لقناة BSR365 بحسرة إن الخلافات كانت مستمرة بين ابنها وزوجته والتي هي بالاصل ابنة خالته، وحاولت جاهدة دون جدوى إصلاح ما تهدم من علاقتهما،
وتضيف باكية: “جاء ذلك اليوم الأسود بعد أن تعرض ابني للضرب من عائلة زوجته، فأضحى غاضبًا حانقًا. ثم فوجئنا بها جثة هامدة داخل بيته”.
أما أخته فتقول لقناة BSR365 إن ملابسات الجريمة البشعة مازالت غامضة، حيث عُثر على الزوجة المقتولة وجسدها محترق جزئيًا من ساقيها ووجهها مغطى بكيس من الدقيق.
تقول الجدة وقد ذرفت دموعها: “لقد صرتُ أمًا وأبًا لهم، فهم لا يفارقونني. إنهم بحاجة للملابس والرعاية، لكن لا أحد يساعدنا سوى بعض المحسنين، فالأقارب منشغلون بحياتهم الخاصة، ولا أحد يمدنا يد العون. هم ضحايا الخلافات الزوجية المأساوية”.
وتضيف الأخت: هكذا تعيش هذه الأسرة المنكوبة محنتها اليومية، وسط معاناة لا تنتهي لأطفال أبرياء راحت أمهم ضحية خلاف زوجي عنيف. لربما كان بإمكان التدخل المبكر وتقديم المساعدة للزوجين أن يحول دون هذه النهاية المأساوية، ويحفظ لهذه العائلة الصغيرة كرامتها وأمنها واستقرارها.
والآن يرثي الأطفال مأساتهم كما تحدثوا إلى قناة BSR365، ففتاتان منهم لم تستطيعا إكمال دراستهما الثانوية، بينما الأخت الصغرى والأخ الصغير بحاجة إلى رعاية ودعم مستمرين لترميم جراحهما النفسية.

You must be logged in to post a commentLogin