الأمن
القريشي عن ظاهرة التحرش:تقف خلفها أسباب نفسية واجتماعية وتحتاج إلى تكاتف مجتمعي لمعالجتها

أكد الأستاذ المساعد الدكتور فالح القريشي، أستاذ التربية وعلم النفس في جامعة الإمام الصادق، أن ظاهرة التحرش الجنـ. سي تُعد من القضايا الخطيرة التي تهدد النسيج الاجتماعي، مشيراً إلى أنها ناتجة عن جملة من الأسباب النفسية والاجتماعية والتربوية.
وقال القريشي لـ بصرة 365، إن من بين الأسباب النفسية، معاناة بعض المراهقين والشباب من الحرمان الجنسي، وسوء التربية داخل الأسرة، إضافة إلى ضعف التوجيه الديني، مشيراً إلى أن العنـ. ف الأسري، سواء من الأب أو الأم، والعـ. دوان اللفظي والجسدي، يساهم بشكل مباشر في تكوين شخصية عـ. دوانية لدى الشاب، قد تنعكس في سلوكيات مثل التحرش.
كما بيّن أن البيئة الاجتماعية الفاسدة، ورفاق السوء، والتفكك الأسري، تعد من العوامل الأساسية التي تدفع بعض الشباب إلى هذا السلوك، مشيراً إلى أن بعضهم يعاني من أمراض نفسية، أو يلجأ إلى تعاطي الكحول والمـ. خدرات، مما يؤدي إلى تصرفات منحرفة قد تصل إلى حد التحرش بالمحارم.
وأضاف أن البطالة المنتشرة بين الشباب، والتي تصل نسبتها إلى أكثر من 25% بحسب بيانات وزارة التخطيط، والفراغ الكبير الذي يعاني منه الكثير منهم، إلى جانب أطفال الشوارع، جميعها عوامل تؤدي إلى تفاقم الظاهرة.
وأشار القريشي إلى أن ضعف التربية الدينية في البيت والمدرسة على حد سواء، وغياب التوجيه من قبل المعلمين والمعلمات، ساهم في غياب وعي الشباب بالمحرمات، ومن ضمنها التحرش.
وفي ما يتعلق بالإعلام، قال إن هناك ضعفاً في المحتوى الإعلامي والديني الذي يوجه الشباب نحو التمسك بالأخلاق، كما أن القصص والروايات التربوية ذات القيم الأخلاقية، خاصة للأطفال والمراهقين، شبه غائبة عن المشهد الثقافي.
وأكد أن معالجة هذه الظاهرة تبدأ من داخل الأسرة، بتوجيه الأبناء لاحترام المرأة والطفل والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي، التي حرّمت هذا السلوك بشكل واضح، مستشهداً بقول النبي محمد (صلى الله عليه وآله): “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده”.
وشدد القريشي على أهمية دور المعلمين والمدرسين في ترسيخ القيم والأخلاق في نفوس الطلبة، وكذلك الإعلام المرئي والمسموع والمقروء، من خلال تقديم برامج ومحتوى يحمل الموعظة والقيم الدينية، إضافة إلى دور علماء الدين وخطباء المنابر في التوعية بأضرار هذه الظاهرة.
وأكد القريشي على ضرورة التزام النساء والفتيات بالزي المحتشم في الأماكن العامة، مشيرًا إلى أن الملابس الضيقة والشفافة قد تكون أحد أسباب إثارة الغرائز، ما يستدعي الحذر والاحتشام كجزء من الحل المجتمعي المتكامل.