الثقافة والفن
صراع المقدسات في العالم الإسلامي..فنان تشكيلي لـ”بصرة 365″: الهيمنة الدينية أغلقت مساحة النقاش الفني

يرى الفنان التشكيلي د. سلام جبار أن الترويج للمثلية الجنسية عبر الفن في الغرب يعكس تناقضًا صارخًا مع طبيعة المجتمع الغربي نفسه، فضلًا عن تعارضه مع القيم الدينية والاجتماعية التي تسعى إلى الحفاظ على المقدسات. وفي المقابل، يشير إلى أن المفهوم الفني في العالم الإسلامي بات ضبابيًا وغير واضح المعالم.
وأوضح جبار في حديثه لـ”بصرة 365″، أن الفن التشكيلي، رغم كونه أداة للتعبير عن الابتكار والحداثة، يُستغل أحيانًا للإساءة إلى المقدسات، حيث تقف خلف بعض الأعمال الفنية جهات اقتصادية وفنية ذات أجندات خاصة، تسعى إلى فرض تصورات معينة تحت غطاء الحداثة الفنية.
الفن بين الحرية والتوجيه الأيديولوجي
وأضاف أن استهداف المقدسات والقيم الاجتماعية والثقافية لا يقتصر على الدين فقط، بل يمتد ليشمل التأثير على أنماط التفكير والسلوك المجتمعي، إذ تُنتَج أعمال فنية برعاية جهات تهدف إلى إعادة تشكيل هوية المجتمعات بعيدًا عن قيمها الأصيلة.
وأكد جبار أن الفن لم يكن يومًا محايدًا سياسيًا، بل كان على مر العصور مرآة تعكس الواقع السياسي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن البيئة الثقافية والسياسية تؤثر بوضوح في إنتاج الفنانين، كما يتجلى في الفن الآشوري القديم ولوحة “الجورنيكا” الشهيرة لبيكاسو، التي وثّقت الفظائع السياسية في إسبانيا.
هل يمكن للفن أن يكون جسرًا بين الدين والسياسة؟
ويرى جبار أن إمكانية أن يكون الفن وسيطًا تصالحيًا بين السياسة والدين تطرح تساؤلًا معقدًا في بيئتنا الثقافية، حيث تعرض الفن للتهميش والإقصاء لأسباب عقائدية تتعلق بتفسيرات الموروث الديني، التي اعتبرته وسيلة تُلهي الإنسان عن العبادة.
الفن في الغرب.. تحرر من القيود أم تجاوز للحدود؟
وفي ختام حديثه، أشار جبار إلى أن العديد من المجتمعات الغربية، مثل المسيحية واليهودية، تجاوزت القيود الدينية المفروضة على الفن، بينما لا يزال العالم الإسلامي يعيش في جدل مستمر حول مشروعية الفن وتأثيره، مما أدى إلى إغلاق المجال أمام نقاشات أعمق حول دور الفن في بناء الهوية الثقافية والتعبير الإبداعي.