الثقافة والفن
حوار بين الذاكرة والألوان..فنانون تشكيليون يبحثون تراث البصرة في مركز المخطوطات

عُقدت في مركز المخطوطات والتراث البصري بمدينة البصرة، ندوة حوارية حملت عنوان “تراث البصرة في الفن التشكيلي العراقي المعاصر”، بمشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين، وبحضور جمع من المثقفين والمهتمين والباحثين في قضايا الفن والتراث.وتهدف الندوة إلى تسليط الضوء على دور الفن التشكيلي في توثيق الذاكرة البصرية للمدينة، واستثمار المفردات التراثية في الأعمال الفنية الحديثة، بما يعيد ربط الماضي بالحاضر عبر وسائط جمالية تحمل بعدًا رمزيًا ومعاصرًا.الفنان التشكيلي حسين النجار أوضح أن العلاقة بين الحدث الفني والواقع الاجتماعي هي جوهر اشتغال الفنان، مشيرًا إلى أن اللوحة أو المنحوتة أو العمل الخزفي لا تأتي من فراغ، بل من حالات إنسانية أو مأساوية أو تاريخية، تتحوّل إلى رموز بصرية تُعبر عن روح المجتمع.وأكد النجار أن هناك توجهًا ملموسًا من الحكومة المحلية لتحويل بعض أحداث المدينة إلى شواخص فنية عمرانية تُزين ساحات البصرة، وتمثل ذاكرة حية توثق تاريخها الفني والثقافي.من جانبه، تحدّث الفنان التشكيلي حسن عبد الشهيد عن مسار الفن التشكيلي في البصرة ضمن سياق الفن العراقي الحديث، متناولًا مفهوم التراث الفني وكيفية تداوله في المصادر والمراجع، مشددًا على أهمية استلام الفنان للموروث بصريًا ومعرفيًا.كما تناول دور الخط العربي بوصفه أحد المرتكزات البصرية في الفن الإسلامي، وامتدادًا للزخرفة العربية التي تجاوز بها الفنان مفاهيم الحلال والحرام عبر التجريد وتوظيف الخط كعنصر تعبيري مستقل.أما الفنان عبد العزيز الدهر فقد وصف الندوة بأنها “مثمرة وثرية” من حيث التفاعل والحضور، مشيرًا إلى أن الفنانين قدموا رؤى مختلفة تصب جميعها في خدمة الفن التشكيلي وإحياء التراث البصري للمدينة.وقال: “تحدثنا عن اختلاط المفاهيم ودور الفنان التشكيلي في توظيف اللوحة الفنية كوسيلة لاستعادة التراث المهمل والمنسي، وتعميق الوعي بجذور الهوية البصرية البصرية”.وأشار إلى أن النقاشات التي تلت الندوة، سواء من الجمهور أو المشاركين، كانت فرصة حقيقية لتبادل الآراء وتوسيع مساحة الفهم الفني في سياق تراثي وإنساني مشترك.من جانبه، قال مدير مركز المخطوطات والتراث البصري، ماجد البريكان، إن المركز يسعى من خلال هذه الندوة إلى فتح حوار جاد حول العلاقة بين التراث والممارسة التشكيلية، وكيفية توظيف الأماكن والمفردات التراثية في الأعمال المعاصرة.وأضاف: “استعرضنا تجارب حيّة ونماذج فنية توضّح كيف يمكن للفنان أن يُعيد قراءة الذاكرة الجمعية من خلال اللون