العراق اليوم
النفط تواجه تمردًا كرديًا..خبير: العراق يخسر 15 مليون دولار يوميًا بسبب التصدير عبر كردستان

كشف الخبير النفطي، حمزة الجواهري، اليوم الاثنين، عن حقائق مثيرة تتعلق بتصدير النفط العراقي والخسائر المالية الكبيرة التي يتكبدها العراق نتيجة التصدير عبر إقليم كردستان، مقارنة بالتصدير من الجنوب.
وأوضح الجواهري في حديث خاص لـ”بصرة 365″ أن “العراق استمر في تصدير الكميات المطلوبة منه وفق اتفاقه مع منظمة أوبك، حتى بعد إغلاق أنبوب جيهان التركي، وذلك بفضل القدرة الإنتاجية الفائضة في الجنوب التي تزيد على مليون برميل يوميًا”.
وأضاف أن “هذه القدرة الفائضة لم تأتِ من تطوير حقول جولات التراخيص المعروفة، بل تم استخدام جزء منها لتعويض النقص الناتج عن إغلاق الأنبوب التركي، حيث لا تتجاوز الكميات التعويضية 500 ألف برميل يوميًا، أي أقل من نصف القدرة الفائضة”.
وأكد الجواهري أن “هذه الحقائق معروفة جيدًا في الولايات المتحدة والعالم أجمع، وتعرفها منظمة أوبك والخبراء العراقيون، مما يدحض الروايات الإعلامية التي تتحدث عن ضغوط أمريكية على العراق لاستئناف التصدير عبر ميناء جيهان”. ووصف هذه الروايات بأنها “مجرد افتراءات وكذبات إعلامية تم الترويج لها من قبل الشركات العاملة في إقليم كردستان، والتي دفعت رشاوى لوكالات أنباء مثل رويترز لنشرها”.
وأشار الجواهري إلى أن “الحكومة الأمريكية لا تمارس أي ضغوط على العراق لتصدير النفط عبر الإقليم، لأن ذلك سيؤدي إلى خسارة الكميات المصدرة من الجنوب، والتي تُعد الأكثر ربحية”. وكشف عن أن “النفط المصدر من إقليم كردستان يتم تهريبه إلى تركيا وأفغانستان بكميات تصل إلى 500-550 ألف برميل يوميًا، مما يعني خسارة هذه الكميات من الأسواق العالمية وتكبيد العراق خسائر مالية كبيرة”.
وحول الخسائر المالية، أوضح الجواهري أن “تكلفة إنتاج وتصدير النفط من إقليم كردستان تتجاوز 35-36 دولارًا للبرميل الواحد، بسبب عقود المشاركة بالإنتاج مع الشركات العاملة هناك، بينما لا تتجاوز تكلفة الإنتاج والتصدير من الجنوب 6 دولارات فقط”. وأضاف أن “الفرق البالغ 30 دولارًا للبرميل يؤدي إلى خسارة يومية تزيد على 14-15 مليون دولار، في حال استمرار التصدير عبر الإقليم بدلاً من الجنوب”.
وفيما يتعلق بموقف وزارة النفط العراقية، لفت الجواهري إلى أن “الوزارة تواجه تحديًا كبيرًا في التعامل مع بعض الأطراف الكردية المتمردة، التي ترفض الانصياع لقرارات الحكومة المركزية وتلجأ إلى التهديدات الأمنية في حال عدم تحقيق مطالبها”. وأشار إلى أن “وجود أكثر من 10,000 عنصر داعشي في سهول وجبال كردستان يزيد من تعقيد الوضع الأمني والاقتصادي في المنطقة”.