اخبار اخرى
كويكب “بينو” يقترب من الأرض: هل يشكل تهديدًا مدمرًا في المستقبل؟
![IMG 20250207 WA0029](https://bsr365tv.com/wp-content/uploads/cwv-webp-images/2025/02/IMG-20250207-WA0029.jpg.webp)
يُعتبر الكويكب “بينو”، الذي يُصنف على أنه من الأجسام القريبة من الأرض، في طريقه للاقتراب من كوكبنا إلى مسافة تُقدّر بحوالي 299 ألف كيلومتر، وهي أقرب مسافة يصل إليها كل 6 سنوات. ولكن ما يثير القلق هو أن العلماء يتوقعون أن يقترب أكثر في المستقبل، مع احتمال اصطدامه بالأرض في سبتمبر 2182 بنسبة واحد إلى 2700.وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة “ساينس أدفانسز”، فإن اصطدام كويكب بحجم “بينو” – الذي يبلغ قطره حوالي 500 متر – قد يكون كارثيًا. باستخدام محاكاة حاسوبية، توقعت الدراسة أن مثل هذا الاصطدام لن يسبب دمارًا فوريًا فحسب، بل سيطلق أيضًا ما بين 100 إلى 400 مليون طن من الغبار في الغلاف الجوي. هذا الغبار قد يؤدي إلى اضطرابات مناخية حادة، تؤثر على كيمياء الغلاف الجوي وعملية التمثيل الضوئي للنباتات لمدة تتراوح بين 3 إلى 4 سنوات.وأشارت الباحثة لان داي من مركز “آي بي إس” لفيزياء المناخ بجامعة بوسان الوطنية في كوريا الجنوبية إلى أن الغبار الناتج عن الاصطدام قد يحجب أشعة الشمس، مما يتسبب في “شتاء عالمي مفاجئ” يتمثل في انخفاض درجات الحرارة وتقلص ضوء الشمس. وفي أسوأ السيناريوهات، قد تنخفض درجة حرارة الأرض بمعدل 4 درجات مئوية، مع انخفاض هطول الأمطار بنسبة 15%، وتقلص التمثيل الضوئي للنباتات بنسبة 20 إلى 30%. كما قد تتأثر طبقة الأوزون، التي تحمي الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، بانخفاض بنسبة 32%.وأضاف الباحثون أن اصطدام كويكب بحجم “بينو” قد يولد موجة صدمة قوية، وزلازل، وحرائق غابات، وإشعاعات حرارية، بالإضافة إلى تكوين حفرة ضخمة وإطلاق كميات هائلة من الحطام في الغلاف الجوي. وقد تؤدي هذه الأحداث إلى تغييرات مناخية طويلة الأمد، تؤثر على النظم البيئية البرية والبحرية، مما قد يعيق نمو النباتات ويُحدث اضطرابات في الأمن الغذائي العالمي.وعلى الرغم من أن احتمال الاصطدام ضئيل ويُقدّر بنحو 0.037%، إلا أن الباحثين يؤكدون أن تأثيره سيكون مدمرًا إذا حدث. وقال أكسل تيمرمان، مدير مركز “آي بي إس” والمؤلف الرئيسي للدراسة: “حتى مع صغر احتمالات الاصطدام، فإن العواقب ستكون خطيرة وقد تؤدي إلى أزمات غذائية طويلة الأمد”.ويُعتبر “بينو” كويكبًا غير متماسك، يتكون من بقايا صخرية تعود إلى فجر النظام الشمسي قبل حوالي 4.5 مليار سنة. وقد قامت مركبة الفضاء “أوسيريس ريكس” التابعة لوكالة ناسا بجمع عينات من سطح الكويكب في عام 2020 لدراستها وتحليلها، مما قد يساعد العلماء على فهم أفضل لتكوينه ومسار حركته.