العالم
موجة عنف مروّعة: 10 نساء و3 أطفال ضحايا جرائم “الشرف” في إيران خلال 10 أيام فقط!

كشفت لجنة المرأة التابعة لمنظمة “المعارضة الإيرانية” عن مقتل 10 نساء و3 أطفال خلال الأيام العشرة الأولى من شهر يناير الجاري، في سلسلة جرائم عنف أسري مروّعة.وأشارت اللجنة إلى أن هذه الجرائم تكشف عن أزمة عميقة في المجتمع الإيراني، حيث يفتقر الإطار القانوني إلى الحماية الفعّالة للنساء من العنف.ووثقت اللجنة، التي تُعنى برصد انتهاكات حقوق المرأة، تفاصيل هذه الجرائم التي ارتكبها رجال من عائلات الضحايا، بما في ذلك الأزواج، الآباء، والإخوة. وتنوعت أساليب القتل بين الطعن بأدوات حادة، إطلاق النار، وحتى الحرق حتى الموت. وفي حالتين مروّعتين، قام رجال بقتل زوجاتهم وبناتهم معاً.وألقت اللجنة باللوم على النظام الإيراني لاستمرار هذه الجرائم، مشيرة إلى أن المادة (612) من قانون العقوبات الإيراني غالباً ما تسمح للجناة بالإفلات من العقاب، خاصة إذا تم اعتبار الجريمة “تهديداً للنظام العام”. كما أن تنازل عائلات الضحايا عن حق القصاص في كثير من الأحيان يؤدي إلى إفلات الجناة من العقاب، مما يعزز ثقافة الإفلات من المحاسبة في جرائم تُرتكب بدافع “الشرف”.من جانبها، دعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الدولية السلطات الإيرانية إلى إصلاح قانون العنف ضد المرأة ليتوافق مع المعايير الدولية، محذرة من أن التأخير في إقرار هذا القانون يعرّض حياة المزيد من النساء والفتيات للخطر.ويُذكر أن مشروع القانون، الذي تم تقديمه إلى البرلمان الإيراني عام 2011 تحت عنوان “حماية وكرامة وأمن المرأة ضد العنف”، لا يزال قيد الدرس، رغم احتوائه على بعض الأحكام الإيجابية مثل تسريع التحقيقات في قضايا العنف الأسري وإنشاء وحدات شرطة متخصصة.ومع ذلك، يشوب القانون ثغرات خطيرة، منها عدم تجريم الاغتصاب الزوجي وزواج الأطفال، فضلاً عن عدم تقديم تعريف واضح للعنف الأسري.وفي يوليو 2024، حذّرت صحيفة “اعتماد” الإيرانية من ارتفاع حالات قتل النساء بدافع “الشرف”، مشيرة إلى أن 85 امرأة على الأقل قُتلن على يد أفراد من عائلاتهن خلال الربع الأول من الأعوام 2022 إلى 2024، مع تصدّر طهران لقائمة هذه الجرائم.ويُعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى بكثير من تلك المعلنة، حيث لا يتم الإبلاغ عن العديد من الحالات، خاصة في المناطق النائية.وتشير تقديرات “الحملة الدولية ضد جرائم الشرف” إلى أن 450 امرأة قُتلن في إيران عام 2020 بدافع “الشرف”، وهي جرائم غالباً ما تُرتكب بحجة “حماية سمعة العائلة”.