البصرة اليوم
“بين الدم والدرهم”..أمسية أدبية تفتح أرشيف شعراء العصر العباسي في حضرة الحسين “ع”

نظّمت رابطة مصطفى جمال الدين الأدبية، أمس الأربعاء، أمسية شعرية حملت عنوان “بين الدم والدرهم.. شعراء عباسيون كتبوا للحسين”، استضافت خلالها الشاعر أحمد كاظم خضير، وذلك في مقر الرابطة بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين.وأكد رئيس الرابطة، محمد مصطفى، في مستهل الأمسية التي حضرها مراسل بصرة 365، أن الرابطة تتخذ من الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قدوة لها، وتحرص على عقد فعالياتها في مختلف المناسبات، سواء كانت دينية كشهر رمضان، أو أدبية، مركزة على فروع متعددة من الإبداع كالشعر، القصة، الرواية، النقد، وأدب الرحلات.وأوضح أن اختيار موضوع الأمسية جاء استناداً إلى عمق العلاقة بين الشعراء في العصر العباسي والإمام الحسين عليه السلام، لافتاً إلى أن العديد من أعلام الشعر آنذاك، ومنهم أبو تمام، تناولوا قضية كربلاء بمضامين راقية، تفنّد التصور السائد بأن شعرهم اقتصر على المدح السلطوي فقط.وتابع مصطفى بالإشارة إلى لقاءاته الأخيرة بعدد من الشعراء من داخل العراق وخارجه، من بينهم الشاعر الدكتور محمود الجاوي والحسين الطرفي من الأهواز، بالإضافة إلى الشاعر العراقي علي وجيه، في إطار سعي الرابطة إلى تعزيز التبادل الثقافي والانفتاح على التجارب الشعرية المختلفة.وفي محاضرته، أكد الشاعر أحمد كاظم خضير أن العصر العباسي كان من أزهى عصور الشعر العربي، حيث برزت فيه أسماء كبيرة كالفرزدق، والمعري، والمتنبي، ممن لم تخلُ قصائدهم من تناول مأساة كربلاء وموقف الإمام الحسين، بل فعلوا ذلك بلغة رفيعة ومضامين عميقة.وقال خضير: “هؤلاء الشعراء لم يكونوا من الهوامش، بل من الفحول الذين تركوا بصمة خالدة في الأدب العربي، وتناولهم لموضوع الحسين تجاوز في عمقه وأساليبه أغلب ما كتب في عصور لاحقة”.من جانبه، قدّم الشاعر علي الإمارة رؤية مغايرة، حين تناول في مداخلته منطقة “الصحراء” التي وصفها بالمنطقة المنسية، والتي شهدت – حسب رأيه – مواقف معارضة للإمام الحسين، كُتمت في بطون التاريخ، وتُركت بلا توثيق لفترات طويلة، مؤكداً أن الشعراء في العصر العباسي الأول واجهوا قمعاً شديداً إن عبّروا عن قضاياهم الدينية والسياسية.بدورها، أشادت الناشطة عواطف رشيد بالمحاضرة، معربة عن إعجابها بالطرح الغني والتفاصيل التاريخية التي أضاءها الأستاذ أحمد كاظم، مشيرة إلى أن الأمسية قدّمت لها معرفة جديدة عن أدب تلك المرحلة التي لم تكن تدرك تفاصيلها سابقاً.أما مدير إعلام تربية البصرة وعضو اتحاد الأدباء، باسم القطراني، فقد سلّط الضوء على معاناة شعراء أهل البيت خلال فترتي بني أمية وبني العباس، مشيراً إلى أن العديد منهم تعرّضوا للنفي أو القتل أو التهجير، بسبب ولائهم الديني والسياسي، وهو ما انعكس في أشعارهم، مؤكداً أن تراثهم محفوظ في مجلدات تاريخية تؤرخ نضالهم، ولا يزال يُحتفى به حتى اليوم.