منفاه في سيدني وكان رئيسًا لجامعة البصرةوفاة أول عالم عراقي في هندسة الحاسوب

رحل البروفيسور داخل حسن جريو، صباح اليوم الأحد، في منفاه الاختياري بمدينة سيدني الأسترالية، عن عمر ناهز 83 عامًا، بعد مشوار علمي وفكري امتد لأكثر من ستين عامًا، حمل فيه راية التعليم الهندسي في العراق والعالم العربي.

الراحل الذي وُلد في السماوة عام 1942، دوّن اسمه مبكرًا في سجل النخبة، حين نال أول شهادة دكتوراه عراقية في هندسة النظم والحاسوب من جامعة برونيل البريطانية عام 1972، بعدما أكمل دراسته في الهندسة الكهربائية من جامعة لندن، والماجستير من الجامعة نفسها.

لم تكن رحلته الأكاديمية مجرد سيرة مهنية، بل كانت مشروعًا متكاملًا ساهم في تعريب التعليم الهندسي، وإنشاء برامج دراسات عليا، واستحداث تخصصات نادرة مثل هندسة البرمجيات والميكاترونيكس، فضلًا عن ربط الجامعات العراقية بالقطاع الصناعي، رغم ظروف الحصار التي كانت مفروضة حينها.

تقلّد جريو مناصب بارزة، منها رئاسة جامعة البصرة، الجامعة التكنولوجية، والمجمع العلمي العراقي، إلى جانب مهامه الاستشارية في رئاسة الجمهورية ووزارات عربية، وعضويته في أكاديميات ومجامع علمية عربية ودولية.

جوائز وأوسمة وكتب ومئات البحوث والمقالات… ذلك كله لم يدفعه إلى الضوء، فقد فضّل العزلة، وظل في الظل حتى وفاته، تاركًا خلفه ما يزيد عن 150 بحثًا علميًا، و45 كتابًا، ومئات المقالات والدراسات.

داخل حسن جريو، لم يكن مجرد اسم أكاديمي، بل صوت معرفي آمن أن النهضة تبدأ من الفكرة… ورحل وفي جعبته الكثير مما لم يُقل.