البصرة اليوم
أنتيكات البصرة:حرفة تتوارثها الأجيال في سوق هرج

قناة البصرة BSR365 – خاص
يجلس ضياء خليل إبراهيم، أبو حسن، بين قطع الأنتيكات المصفوفة بعناية في متجره بسوق هرج في منطقة العشار، ويحمل في يديه سبحة من الكهرب البولوني النادر. هذه السبحة، مثل عشرات القطع الأخرى في المتجر، تحكي قصة تمتد لعقود طويلة.
بدأت هذه القصة في ثمانينيات القرن الماضي، عندما أسس والد أبو حسن هذا المتجر المتخصص في تجارة التحف والأنتيكات. اليوم، وبعد أربعة عقود، يواصل أبو حسن (49 عاماً) المهنة التي ورثها عن والده الراحل.
خلال حديثه إلى قناة البصرة 365، يروي أبو حسن كيف تعلم هذه المهنة منذ صغره: “تعلمتها من والدي، الله يرحمه… أحببتها منذ الصغر وتولعت بها”.
تخصص في السُّبَح النادرة
يتميز المتجر بتخصصه في السُّبَح بأنواعها المختلفة، من السندلوس والكهرب الألماني والبولوني، إضافة إلى اليسر. “السبحة الأصلية تُعرف من خبرة صاحبها وليس من فركها”، يقول أبو حسن، مؤكداً أن الخبرة والدراية هما المعيار الحقيقي لتقييم هذه القطع التراثية.
تتراوح أسعار السُّبَح في المتجر بحسب نوعيتها وندرتها، وبعضها يحمل قيمة تاريخية واضحة. إلى جانب السبح، يضم المتجر مجموعة متنوعة من القطع التراثية: ساعات الجيب السويسرية والروسية التي تعود للقرن التاسع عشر، والسماورات التي تعمل بالفحم، والدلال بأنواعها الشطراوية والبغدادية والحساوية، والنارجيلات المزخرفة، وأجهزة الراديو القديمة.
زبائن من العراق والعالم
يستقبل متجر أبو حسن زبائن متنوعين، من العراقيين المهتمين بالتراث إلى السياح والباحثين عن تراث البصرة والعراق العريق. هؤلاء الزوار يجدون في المتجر كنوزاً تراثية تحكي قصص الماضي وتحمل عبق التاريخ العراقي الأصيل. وفقاً لحديثه.
مبدأ الأمانة في التجارة
يؤكد أبو حسن على مبدأ الأمانة في تعامله مع الزبائن، مستشهداً بالحديث النبوي “من غشنا فليس منا”. هذا المبدأ يحكم تقييمه للقطع وتعامله مع الزبائن، خاصة عندما يتعلق الأمر بقطع ذات قيمة تاريخية أو مادية عالية.
يشير إلى أن الحصول على القطع الأصلية، خاصة العراقية الصنع، أصبح أكثر صعوبة مع مرور الوقت. “ليس من السهل الحصول على هذه القطع”، كما يقول، مشيراً إلى الجهد المطلوب لتجميع مجموعة متميزة من الأنتيكات الأصيلة.
نقل الحرفة للجيل الجديد
يتعلم أبناء أبو حسن خفايا هذه المهنة، مما يضمن استمرار الإرث العائلي. وبينما يعبر عن شعوره بأن “الماضي كان أفضل من الحاضر”، يواصل عمله في الحفاظ على هذا التراث ونقله للأجيال القادمة.
يقف متجر أبو حسن في سوق هرج كنموذج لتجارة الأنتيكات التقليدية، حيث تلتقي الخبرة المتوارثة مع الشغف بالحفاظ على التراث، وكل قطعة في المتجر تحمل جزءاً من تاريخ البصرة وذاكرتها الثقافية.