خبير اقتصادي يفسر تراجع الدولار:عوامل داخلية وخارجية تفرض واقعاًجديداً لسوق الصرف في العراق

كشف الخبير منار العبيدي، اليوم الخميس، عن الأسباب التي تقف وراء الانخفاض الملحوظ في سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي في السوق الموازي، حيث اقترب السعر من حاجز 1420 ديناراً للدولار، في مستوى يلامس السعر الرسمي بعد احتساب التكاليف.وقال العبيدي، في منشور على صفحته الشخصية تابعته “بصرة 365″، أن هذا التراجع لا يرتبط بعامل واحد، بل هو نتيجة تفاعل تسعة متغيرات محلية وإقليمية أحدثت تحولاً في مشهد الطلب والعرض للعملة الأجنبية في العراق.وأشار العبيدي إلى أن العامل الأبرز هو انخفاض الطلب على الدولار مقابل زيادة ملحوظة في المعروض، خاصة مع عزوف بعض المستثمرين عن الاحتفاظ بالدولار واتجاههم نحو الذهب كأداة ادخار أكثر أماناً، ما عزز من كميات الدولار المعروضة في السوق.ووفقاً للتحليل، فإن تدفق الدولار من مصادر غير نفطية، كالشركات الأجنبية والتحويلات، أسهم في تقوية المعروض، إلى جانب قيام البنك المركزي العراقي بخفض الكتلة النقدية من الدينار بأكثر من 6 تريليونات خلال ستة أشهر، ما عزز من قيمة الدينار نسبياً وساهم في الضغط على الدولار.ولفت العبيدي أيضاً إلى أن انخفاض الاستيراد من عدة دول كالهند وتركيا وأميركا، بالإضافة إلى تعطل جزء كبير من حركة إعادة التصدير نحو إيران وسوريا، كلها عوامل خففت من الحاجة للعملة الصعبة. كما نوه إلى تأثير تراجع التجارة غير القانونية، بما فيها تجارة المخدرات، والتي كانت تضغط على السوق الموازي.وفي سياق متصل، ساهم التوسع في استخدام الحوالات المصرفية والبطاقات في تلبية احتياجات السوق بالسعر الرسمي، ما قلّص لجوء التجار للسوق الموازي.واختتم العبيدي تحليله بالتوقع أن يواصل الدولار تراجعه ليصل إلى مستويات 1395 ديناراً، ما لم تطرأ تغييرات مفاجئة في السياسة النقدية أو في البيئة الإقليمية، مشيراً إلى أن السوق يمر بمرحلة انتقالية قد تعيد رسم مشهد الصرف في العراق.