السياسة
أسرى كويتيون و”إعدامات” عراقية مرفوضة:العميد التميمي يواصل رواية أحداث حرب الخليج

في الحلقة الجديدة من شهادته، يغوص العميد البحري الركن المتقاعد مزاحم التميمي في تفاصيل ما جرى بعد السيطرة على القاعدة البحرية الكويتية في القليعة، ويكشف عن تعامله مع الأسرى الكويتيين والأوامر الصادمة التي تلقاها القيادة العراقية خلال حرب الخليج، بما في ذلك أوامر “إعدام” لم يتم تنفيذها، ورفضه الشخصي أوامر عسكرية مصيرية كلّفته موقفه ووضعه.
يؤكد العميد التميمي في لقاء تلفزيوني تابعته قناة البصرة BSR365 أنه بعد السيطرة على القاعدة، تم التعامل مع الأفراد الكويتيين الموجودين فيها. الضباط والمراتب تم نقلهم إلى مقر القيادة العراقية في أم قصر. ويُفاجئ التميمي بالقول إن بعض الضباط الكويتيين “تعاونوا ويانا بعدين”، وساعدوهم في “كيفية تشغيل القطع البحرية”، خاصة المراتب ذوي الخبرة، لأن القطع الكويتية كانت ذات صناعة فرنسية ولم يكن لدى الأطقم العراقية تدريب كافٍ عليها. تم تدريب الأطقم العراقية بمساعدة هؤلاء الأفراد الكويتيين في مكانهم بالقاعدة.
في تطور لاحق خلال حرب الخليج (ما بعد الاجتياح الأولي وقبل بدء العمليات العسكرية واسعة النطاق في يناير 1991)، يروي التميمي تلقيه أمراً “من السيد الرئيس القائد” يقضي بنقل ما تبقى من قطع بحرية عراقية وسفن مدنية عسكرية (مثل سفينة ابن خلدون) إلى إيران “لغرض حمايتها”. يكرر التميمي رفضه القاطع لهذا الأمر، قائلاً: “ما أروح دخيل لإيران”. يؤكد أن هذا الرفض كان يعني “الإعدام” في ذلك الوقت. ويذكر أن ضباطاً كباراً آخرين واجهوا مواقف مشابهة وأوامر مصيرية، مثل أمر بتفجير أبراج الكويت الشهيرة، والذي رفضه أحد الضباط البحريين العراقيين بشجاعة. كما كانت هناك أوامر بإغراق القطع البحرية الخاصة لمنع وقوعها بيد القوات الأمريكية المتقدمة، وهو أمر آخر لم ينفذه العميد التميمي شخصياً ولم يكن مقتنعاً به.
يوضح التميمي أن رفضه لأمر الذهاب إلى إيران لم يؤدِ إلى إعدامه فوراً، لكنه وُضع قيد “التحقيق” أو “الموقف” لفترة. يروي أنه في مرحلة ما، تلقى أمراً “بالإعدام”، لكن هذا الأمر لم يُنفذ وتأجل، وفي النهاية تم “إعفاؤه من حكم الإعدام”. يرجع ذلك الفضل في نجاة العديد من الضباط، بما في ذلك نفسه، إلى “تدخلات من إخواننا الضباط” الذين كانوا متعاطفين معهم.
وبخصوص مصير القطع البحرية العراقية التي تم نقلها إلى إيران، يؤكد التميمي أن هذه القطع بقيت في إيران ولم ترجع، ولا يزال مصيرها غير واضح تماماً، وأن الأطقم التي ذهبت معها بقيت هناك كـ “أسرى” حتى بعد انتهاء الحرب. يذكر أن العراق طالب بهم لاحقاً وعادوا، لكن القطع بقيت في إيران.
يكشف العميد التميمي أيضاً عن حادثة إسقاط طائرة أمريكية بصواريخ المدفعية البحرية العراقية (بعد إصلاحها) خلال الحرب، مما يدل على استمرار المقاومة البحرية رغم التحديات الهائلة. كما يتحدث عن مواقف بطولية أخرى، مثل صمود القوات العراقية في جزيرة فيلكا، والتي قاتلت “لآخر يوم” ولم تستسلم رغم حصار الأمريكان لها. يُشيد التميمي بانضباط هذه القوات والتزامها، مشيراً إلى أن حتى الضباط البريطانيين الذين استقبلوهم بعد الأسر أشادوا بتنظيمهم.