اخبار دولية
داخل القاعدة البحرية الكويتية:اقتحام وسط الفوضى وقرارات مصيريةللعميد التميمي

في استكمال لشهادة العميد البحري الركن، المتقاعد مزاحم التميمي حول مهمة القوة البحرية العراقية في اجتياح الكويت، يكشف القائد العسكري السابق تفاصيل إضافية عن لحظة الوصول إلى القاعدة البحرية في القليعة، والمواجهات الأولية، والقرارات الصعبة التي واجهها أثناء العملية. بعد التحرك في ظروف صعبة ومع أعطال في القطع البحرية المرافقة وتعرضهم للقصف من الجانب الكويتي، وصلت قوة العميد التميمي إلى القاعدة في الساعات الأولى من صباح الخميس، الأول من أغسطس 1990.يقول التميمي في لقاء تلفزيوني تابعته قناة البصرة، إنهم دخلوا القاعدة وبدأت عملية الانتشار والسيطرة عليها. كانت لديه مخططات للقاعدة، حصل عليها من قبل، مما سهل عملية التوجيه الأولي. داخل القاعدة، واجهت القوة العراقية مقاومة محدودة وسرعان ما تمت السيطرة على الموقف. لكن هذه السيطرة لم تخلُ من الخسائر البشرية؛ حيث قُتل جندي عراقي برصاص القوات الكويتية، وأُصيب ضابط كويتي إصابة بليغة.في واحدة من أكثر اللحظات مأساوية وصعوبة التي رواها العميد التميمي، تتعلق بالجندي العراقي الذي قُتل. يقول إن زملاء الجندي أطلقوا النار على الضابط الكويتي الذي كان مسؤولاً عن إطلاق النار عليهم، فأصيب الضابط برصاصة في رجله. كان الضابط الكويتي، واسمه جمال بحسب ما ذكره التميمي، ينزف بشدة. حاولوا إسعافه قدر الإمكان، لكن -وفقاً للتميمي- لم تكن لديهم الإمكانيات الكافية للإسعاف في القاعدة، ولم يكن ممكناً نقله. استمر الضابط بالنزف حتى توفي متأثراً بإصابته. يصف العميد التميمي الضابط الكويتي بأنه كان “شجاعاً” و “شاب لطيف وحلو”، ويأسف لعدم تمكنهم من إنقاذه. بعد وفاته، واجهوا معضلة دفنه؛ لم تكن لديهم أوامر بكيفية التصرف مع الجثامين، ولم يكونوا يعرفون مكان أهل الضابط لإبلاغهم. اضطروا في النهاية إلى تفريغ ثلاجة كبيرة مخصصة لتخزين اللحوم في القاعدة ووضع جثمانه فيها، قبل أن يُدفن لاحقاً داخل القاعدة نفسها.إلى جانب هذه الأحداث الميدانية المباشرة، تلقى العميد التميمي أوامر لاحقة كانت محورية ومصيرية. في إحدى هذه الأوامر، طُلب منه نقل ما تبقى من قطع بحرية عراقية (كانت مفترضاً أن تشمل القطع المتبقية القابلة للعمل) إلى إيران “لغرض حمايتها”. في خطوة غير متوقعة، كشف التميمي عن رفضه الشخصي لهذا الأمر، معللاً ذلك بأنه يرفض الذهاب “دخيلاً” إلى إيران. يؤكد أنه كان على استعداد لمواجهة مصيره وتلقي “الإعدام” على أن ينفذ هذا الأمر، مشيراً إلى أن ضباطاً آخرين أيضاً رفضوا أوامر مشابهة أو مرتبطة بها (مث