واشنطن تُبقي الضغط على بغداد..زيارة وزير الخارجية العراقي تفشل في كسر الجليد الأميركي

رغم المساعي المكثفة والملفات العاجلة التي حملها الوفد العراقي برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين إلى واشنطن، إلا أن الزيارة لم تحقق النتائج المرجوة، بحسب ما كشفه رئيس مركز الفكر السياسي، إحسان الشمري، الذي وصف المحادثات بأنها لم تقنع الجانب الأميركي بتخفيف سياسة الضغوط القصوى المفروضة على العراق.وأشار الشمري في تصريحات تابعتها “بصرة 365” إلى أن واشنطن لا تزال تتمسك بشروطها الصارمة، خصوصًا في ما يتعلق بالقطاع المصرفي وتحركات الدولار، حيث تم الكشف عن استخدام بطاقات الدفع المسبق كأداة للالتفاف على العقوبات الأميركية، وهو ما أثار قلق الخزانة الأميركية.وبحسب الشمري، فإن هدف الوفد العراقي كان حماية احتياطيات البلاد من الدولار، وتجنب فرض المزيد من العقوبات على المصارف العراقية، خاصة مع قرب انتهاء صلاحية الأمر التنفيذي الذي يحمي الأموال العراقية في الخارج، والمقرر أن ينتهي منتصف أيار الجاري. وأضاف أن هناك خشية عراقية من أن يرفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجديد هذا القرار، ما قد يعرّض الخزين العراقي المالي للخطر.وأوضح أن عدد المصارف العراقية الخاضعة للعقوبات وصل إلى 37، مع احتمالية ارتفاعه إلى 69 مصرفاً، وسط تهديدات بإغلاق بعضها بالكامل، مما يجعل النظام المالي في البلاد أمام أزمة حقيقية. كما أشار إلى أن بطاقات الدفع المسبق باتت تحت المجهر الأميركي، مع احتمالات بوقف التعاملات من خلالها.وأشار الشمري إلى أن الزيارة جاءت في وقت حساس، يتزامن مع تعيين مسؤول جديد عن الملف العراقي في الخارجية الأميركية، وتطورات المفاوضات بين واشنطن وطهران، إلى جانب التصعيد الإسرائيلي-الإيراني، ما دفع العراق إلى محاولة تحييد نفسه عن أي خلط بين ملفه والملف الإيراني.كما لفت إلى أن وزير الخارجية العراقي نقل رسالة من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني تتضمن رغبته في زيارة واشنطن واللقاء بالرئيس ترامب، وهو ما يبقى مرهونًا بتطورات الملفات الإقليمية والدبلوماسية.ورغم أن الزيارة لم تحقق تقدماً ملموساً في ملفات حساسة مثل أزمة المصارف أو قضية الإسرائيلية المختطفة في العراق، إلا أن الشمري أشار إلى أن الحوار مع واشنطن لا يزال مفتوحًا، لكنه يتطلب “مزيداً من الإجراءات الصارمة” من الجانب العراقي، كي يحظى بثقة الإدارة الأميركية.