الاقتصاد
مختص بإدارة الأزمات: نيران السياسة تشعل الشرق الأوسط والعراق في قلب العاصفة

أكد المختص بإدارة الأزمات الاقتصادية علي الفريجي أن الشرق الأوسط يشهد تحولات سياسية عميقة في عام 2025، تضع العراق في قلب العاصفة الإقليمية، وسط اشتداد التوترات بين القوى الدولية والإقليمية، ما يستدعي استراتيجيات وطنية مرنة لمواجهة التحديات المتصاعدة.وأشار الفريجي إلى أن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران أعاد العراق إلى دائرة التأثير المباشر، حيث فرضت واشنطن عقوبات على كيانات عراقية بتهم تتعلق بالفساد وتمويل الإرهاب، بينها بنك الهدى، في مقابل منح إعفاءات محدودة لاستيراد الطاقة من إيران، بهدف تحقيق توازن هش بين تقويض النفوذ الإيراني والحفاظ على استقرار العراق.وبيّن أن السعودية تنتهج سياسة إقليمية جديدة تقوم على بناء توازنات مستقلة وتحسين العلاقات مع خصوم الأمس كإيران وتركيا، مما يعزز فرص تهدئة النزاعات في المنطقة، في حين تواصل تركيا توسيع نفوذها في شمال العراق، ما يثير قلق بغداد ويدفعها إلى إعادة ضبط علاقاتها مع أنقرة بما يحفظ السيادة الوطنية.وفي سياق الشأن الداخلي، أشار الفريجي إلى أن الانتخابات البرلمانية المرتقبة في 2025 ستكون نقطة تحول مفصلية في رسم ملامح المرحلة المقبلة، لا سيما في ظل تحديات أمنية محتملة، منها تصعيد عسكري بين فصائل من الحشد الشعبي وإسرائيل، قد يزج بالعراق في مواجهة إقليمية مفتوحة.وأضاف أن العراق يسعى إلى تنويع تحالفاته الدولية، عبر تعزيز العلاقات مع الصين وروسيا لتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة، في خطوة تهدف إلى تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية الاقتصادية والسياسية.وحذر الفريجي من أن التحديات الاقتصادية في العراق، وعلى رأسها الفساد وتهالك البنية التحتية، تهدد الاستقرار الداخلي، مشددًا على ضرورة الإسراع بتنفيذ إصلاحات اقتصادية وإدارية شاملة لتهيئة بيئة تنموية مستقرة.وتوقع الفريجي استمرار التوتر بين واشنطن وطهران وتأثيره المباشر على العراق، مع إمكانية بروز دور عراقي أكبر في الوساطة الإقليمية في ضوء التغيرات في سياسات السعودية وتركيا. كما رجّح أن تنطلق مرحلة إصلاح داخلي حقيقية عقب الانتخابات، ما قد يمهد لتوازن سياسي جديد في البلاد.وأكد الفريجي أن المرحلة المقبلة تتطلب من العراق التسلح برؤية استراتيجية شاملة تستند إلى الواقعية السياسية وإدارة الأزمات، لمواجهة التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية المتسارعة في الإقليم.