العالم
كارثة تهز ميانمار..أقوى زلزال منذ عقود يحصد أرواح الآلاف

شهدت ميانمار، يوم الجمعة، أقوى زلزال يضرب البلاد منذ عقود، مما أثار توقعات قاتمة بشأن حجم الخسائر البشرية والاقتصادية. ووفقًا لتقديرات المسح الجيولوجي الأميركي (USGS)، فإن الزلزال، الذي بلغت شدته 7.7 درجة، قد يسفر عن مقتل ما يصل إلى 100 ألف شخص، وسط دمار واسع النطاق.الهزة وقعت شمال غرب مدينة سايجين، على عمق ضحل، مما زاد من شدتها، ودفع إلى إصدار تحذيرات حمراء بشأن الخسائر المحتملة. وأفادت تقارير بأن الزلزال أدى إلى انهيار العديد من المباني والبنى التحتية، خاصة في مدينة ماندالاي، التي يقطنها أكثر من مليون شخص.وأعلنت الحكومة العسكرية في ميانمار، صباح السبت، أن عدد القتلى تجاوز 1000 شخص، مع إصابة أكثر من 2000 آخرين، إلا أن التقييمات الأميركية تشير إلى احتمال أن يتراوح العدد الفعلي للوفيات بين 10,000 و100,000 شخص، مع تقديرات بأن الأضرار المالية قد تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، وهو ما قد يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.حذّر خبراء من أن ضعف البنية التحتية، إلى جانب الأوضاع السياسية غير المستقرة، سيجعلان من عمليات الإغاثة مهمة معقدة. وتعاني ميانمار من نظام رعاية صحية متدهور وخدمات إنقاذ غير مجهزة، خاصة بعد الانقلاب العسكري عام 2021 الذي زاد من عزلة البلاد.وقال بيل ماكغواير، أستاذ المخاطر المناخية بجامعة كوليدج لندن (UCL)، إن هذا الزلزال قد يكون الأقوى الذي يضرب البر الرئيسي لميانمار منذ 75 عامًا، مشيرًا إلى أن الهزات الارتدادية، مثل تلك التي سُجلت بقوة 6.7 درجة، قد تستمر في الحدوث، مما يزيد من المخاطر.من جانبها، أوضحت ريبيكا بيل، خبيرة التكتونيات في كلية إمبريال لندن (ICL)، أن الزلزال كان نتيجة “انزلاق جانبي” في صدع سايجين، الذي يمتد على طول 1200 كيلومتر. وأضافت أن الطبيعة المستقيمة لهذا الصدع تجعله قادرًا على التسبب بزلازل مدمرة على نطاق واسع.أما إيان واتكينسون، من جامعة رويال هولواي في لندن، فأكد أن التوسع في تشييد المباني الخرسانية الشاهقة، دون تطبيق صارم لمعايير السلامة الزلزالية، ساهم في ارتفاع أعداد الضحايا. وأشار إلى أن ما يقارب 2.8 مليون شخص يعيشون في مناطق متضررة، معظمهم في مبانٍ من الطوب غير المدعوم، ما يجعلها عرضة للانهيار.وفي السياق ذاته، شدد إيلان كيلمان، خبير تقليل الكوارث في جامعة كوليدج لندن، على أن “الزلازل لا تقتل الناس، بل انهيار المباني هو الذي يسبب الوفيات”، فيما حذّر كريستيان مالاغا-تشوكيتايب، من كلية إمبريال لندن، من أن طبيعة التربة في بعض المناطق، مثل بانكوك، تض