العالم
رسوم ترامب تزلزل الأسواق..صناعة السيارات والتكنولوجيا في مأزق

فتح الرئيس الأميركي دونالد ترامب جبهة أخرى في حربه التجارية، مستهدفًا قطاع السيارات بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على واردات السيارات وقطع الغيار، بهدف تحصيل 100 مليار دولار كإيرادات إضافية.
ضربة قاسية لعمالقة السيارات
قرار ترامب لم يمر دون تأثير، إذ شهدت أسواق المال تراجعًا حادًا في أسهم كبرى شركات السيارات، حيث تكبدت “تسلا” خسائر بلغت 74 مليار دولار، بينما انخفضت أسهم “جنرال موتورز” بنسبة 8% و”فورد” بنسبة 5%، مما يعكس المخاوف من تأثير هذه الرسوم على السوق.
لم تقتصر المواجهة على قطاع السيارات، بل وسّع ترامب نطاق الحرب التجارية ليشمل قطاع التكنولوجيا، حيث أدرج أكثر من 50 شركة صينية في القائمة السوداء. هذه الخطوة أشعلت موجة بيع مكثفة في وول ستريت، مما أدى إلى خسائر بلغت 512 مليار دولار لأكبر سبع شركات تكنولوجية أميركية.
حذّر مازن سلهب، كبير استراتيجيي الأسواق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في BDSwiss، خلال مقابلة تلفزيونية تابعتها “بصرة 365″، من أن هذه السياسات قد تضع الولايات المتحدة في عزلة اقتصادية. وقال:
“ترامب يخاطر بوضع أميركا في مواجهة مباشرة مع الصين، الاتحاد الأوروبي، اليابان وكندا، وهذه الدول لن تبقى مكتوفة الأيدي، بل سترد بإجراءات مضادة تعقّد المشهد التجاري أكثر.”
وأشار إلى أن هذه المواجهة قد تدفع الدول الكبرى إلى بناء تحالفات اقتصادية جديدة تقلل من الاعتماد على السوق الأميركية، وهو سيناريو قد يُضعف الهيمنة الأميركية على الاقتصاد العالمي.
يرى الخبراء أن الشركات أمام خيارين صعبين بسبب الرسوم الجمركية المرتفعة:
نقل مصانعها إلى الولايات المتحدة، وهو خيار مكلف بسبب ارتفاع تكاليف العمالة والبنية التحتية.
البحث عن أسواق بديلة خارج أميركا لتجنب الخسائر الناجمة عن هذه السياسات.
وأكد سلهب أن “الشركات الكبرى لن تغامر بنقل مصانعها إلى الولايات المتحدة بناءً على سياسات قد تتغير بعد انتهاء فترة ترامب الرئاسية”، مشيرًا إلى أن مثل هذا التحول يحتاج إلى استثمارات ضخمة بمليارات الدولارات، وهو أمر محفوف بالمخاطر في ظل التقلبات السياسية.
مع تصاعد التوترات، لجأ المستثمرون إلى الذهب كخيار أول لحماية أموالهم، حيث قال سلهب:
“الذهب ليس مجرد معدن ثمين، بل هو مؤشر على فقدان الثقة بالاقتصاد العالمي، خاصة مع ارتفاع مستويات الدين وتدخل الدول في أسعار الصرف”.
أما سوق السندات، فقد توقع سلهب أن عوائد السندات الأميركية قد تنخفض مع تنامي المخاوف من دخول الاقتصاد الأميركي في مرحلة ركود، حيث تبلغ العوائد الحالية 4.2%، لكنها قد تتراجع إلى 4% أو أقل في الأشهر المقبلة.
لا شك أن ترامب يسعى لإعادة الهيمنة الاقتصادية الأميركية، لكن التحديات ضخمة. فالعالم لم يعد كما كان في الستينات، والمنافسة الاقتصادية أصبحت أشد ضراوة.
يختم سلهب حديثه بتحذير واضح:
“ترامب يراهن على استراتيجية محفوفة بالمخاطر. إذا استمرت هذه السياسات دون حلول واقعية، فقد تجد الولايات المتحدة نفسها في أزمة اقتصادية معقدة”.