الثقافة والفن
حبكة متقنة ونهاية غير متوقعة..”تحت سابع أرض” يشد الأنظار حتى اللحظة الأخيرة

منذ اللحظات الأولى لعرضه، استطاع مسلسل “تحت سابع أرض” أن يفرض نفسه بقوة كأحد أكثر الأعمال الرمضانية مشاهدةً وإثارةً للجدل، إذ تصدرت أحداثه مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح حديث الجمهور والنقاد.
العمل، الذي يقوم ببطولته النجم السوري تيم حسن، شدّ الأنظار بأدائه المتقن لشخصية المقدَّم موسى، وهو دور يفيض بالتناقضات ويعكس أبعادًا نفسية واجتماعية عميقة. ومنذ الحلقة الأولى، أثارت بعض المشاهد، مثل التحية العسكرية التي قدمها البطل واستخدامه لعبارات ذات إسقاطات سياسية واجتماعية مبطنة، الكثير من التكهنات حول الرسائل التي يسعى المسلسل إلى إيصالها.
وأوضح المخرج سامر البرقاوي في تصريح صحفي تابعته “بصرة 365”, أن المسلسل يستند بشكل أساسي إلى فكرة تأثير المال على الشخصيات ومسار القصة. وقال البرقاوي: “المال هو المحرك الأساسي للأحداث، إذ نبدأ من عائلة كانت تعيش حياة متوسطة قبل أن تدفعها الظروف الاقتصادية الصعبة خلال الحرب إلى مسارات مضطربة”.
وأضاف أن شخصية المقدَّم موسى تضع الجمهور أمام اختبارات أخلاقية معقدة، حيث يتعاطف المشاهدون معه في البداية رغم أخطائه، لكن مع تصاعد الأحداث، تتغير ملامح شخصيته، ليجد نفسه غارقًا في صراعات متشابكة، ويدفع أثمانًا باهظة لاختياراته.
رغم تكتمه على تفاصيل النهاية، أكد البرقاوي أن الحلقات القادمة ستشهد تصاعدًا دراميًا محوريًا، حيث يواجه موسى تحديات مصيرية ستحدد مستقبله بالكامل. وأضاف: “المشاهدون سيكونون على موعد مع أحداث غير متوقعة، وسيجدون أنفسهم أمام أسئلة تتجاوز حدود القصة”.
وأشار إلى أن العمل يسلط الضوء على العواقب الحتمية للقرارات المصيرية، حيث تتكشف تداعيات الصراع على جميع الشخصيات، وكل منها ستدفع ثمن خياراتها.
لم يكن الجدل حول المسلسل مقتصرًا على أحداثه فقط، بل امتد ليشمل جرأته في طرح قضايا سياسية واجتماعية حساسة، لا سيما في ظل التحولات التي شهدتها سوريا.
وعندما سئل البرقاوي عن طبيعة النهاية، أجاب: “لسنا معنيين بتقديم نهاية سعيدة أو حزينة بقدر ما نهتم بأن تكون النهاية منطقية وعادلة. فكل شخصية ستحصد نتائج أفعالها، وهذا ما سيجعل المشاهد يشعر بأن تطور الأحداث كان طبيعيًا ومنسجمًا مع مسار القصة”.
ويبقى “تحت سابع أرض” واحدًا من أكثر المسلسلات إثارةً وتشويقًا هذا الموسم، حيث نجح في مزج الدراما الاجتماعية بالحبكة المشوّقة، مع شخصيات تحمل أبعادًا نفسية وإنسانية معقدة. ومع اقتراب النهاية، يترقب الجمهور مصير المقدَّم موسى، في انتظار حلقة قد تقلب الموازين وتكشف عن مفاجآت غير متوقعة.