العراق اليوم
السوداني:”فزت ورب الكعبة” ليس مجرد شعار بل منهج حياة

أكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الجمعة، أن سيرة أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الحكم، تجسد كل معاني الإصلاح.وقال السوداني خلال كلمة له في ذكرى استشهاد الإمام علي (عليه السلام)، التي تلقتها “بصرة 365”: “قبل 14 قرناً من اليوم، وفي مثل هذه الأيام من شهر رمضان الفضيل، كان العالم أجمع على موعد مع حدث جلل ومصيبة عظمى”.وأضاف: “الإمام علي (عليه السلام) رحل جسداً عن هذه الدنيا، لكن حضوره مستمر، بما تركه من سيرة تجسدت فيها كل القيم السامية والمعاني الفاضلة”.وأوضح السوداني أن “فزت ورب الكعبة” ليست مجرد عبارة عاطفية، بل هي منهج أخلاقي يستند إلى فكرة التكامل الإنساني، حيث يتساوى خيارا الموت والحياة”. مشيرًا إلى أن “التكامل الدنيوي للإمام ليس منفصلاً عن مرتبته الأخروية، التي تجعلنا اليوم نستنير بفيض وجوده قولاً وفعلاً”.وأكد أن “صورة أمير المؤمنين (عليه السلام) كحاكم لم تفارق مراتب التكامل، حتى في أصعب اللحظات والاختبارات التي تعترض حياة الإنسان،” موضحًا أنه “في الحروب التي خاضها مضطراً، كانت إنسانيته الناصعة تتقدم قبل سيفه”.وأشار إلى أن “إنسانية أمير المؤمنين العالية تجسدت عندما كان يوصي بالأسير، ويستجلب الأعذار لعل المخطئين يعودون إلى رشدهم، وحين أوصى برعاية قاتله”.كما شدد على أن “سيرة الإمام علي (عليه السلام) في الحكم مصداق لكل معاني الصلاح والحرص على الرعية،” مبينًا أن “الجميع كانوا متساوين في حكمه، لا يتقدم شخص على آخر إلا بمقدار الصلاح ونظافة اليد وطهارة النفس، وهو بهذا قد سنَّ دستورًا للأمة والحاكم”.وأضاف: “نجاح الحاكم لا يقف عند مجهوده الشخصي فقط، بل بمعاونة الجميع له بأن يكونوا نزيهين، حريصين على مال الدولة، متعففين عن الطمع فيه.” مؤكدًا أن “الإمام (عليه السلام) يوجب على الجميع مراعاة المصلحة العليا للأمة والدولة”.وأشار السوداني إلى أن “الإمام (عليه السلام) كتب لواليه على مصر، مالك الأشتر (رض)، عهداً إدارياً شاملاً، يتضمن محاربة الفساد، والدعوة إلى عمارة الأرض واستثمار مواردها، ورعاية الفقراء ومحاربة أسبابه”.واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتأكيد على أن “روح وسيرة أمير المؤمنين يجب أن تكون رابطًا يشد جسد الأمة الإسلامية، التي ما أحوجنا إليها اليوم بعد أن تكاثر الأعداء عليها.” مشيرًا إلى أن “غزة المكلومة، ولبنان الجريح، وغيرهما، كل هذه المحن توجب علينا أن نتحد ونكون يدًا لا تلويها المحن”.