العالم
الذهب يحطم الأرقام القياسية عالميًا وسط تصاعد التوترات وترقب قرار الفيدرالي

واصل الذهب تألقه في الأسواق العالمية، مسجّلًا أعلى مستوى له على الإطلاق خلال التعاملات المبكرة اليوم الأربعاء، مدفوعًا بتصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن، والتوترات الجيوسياسية، وحالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، في ظل ترقّب المستثمرين لقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن السياسة النقدية.
وبلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 3035.12 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 04:15 بتوقيت غرينتش، بعد أن لامس 3038.90 دولارًا، وهو أعلى مستوى في تاريخه. كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.1% إلى 3042.20 دولارًا.
في المقابل، شهدت المعادن النفيسة الأخرى تراجعًا طفيفًا، حيث انخفضت الفضة بنسبة 0.2% إلى 33.97 دولارًا للأونصة، وتراجع البلاتين 0.4% إلى 992.85 دولارًا، فيما هبط البلاديوم 0.1% إلى 966.24 دولارًا، وفقًا لبيانات “رويترز”.
أكد كبير محللي السوق في (KCM Trade)، تيم ووترر، أن المتعاملين ينظرون إلى الذهب بوصفه خيارًا مثاليًا للتحوط من حالة عدم اليقين الاقتصادي، لا سيّما في ظل الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي يُعتقد أنها ستؤدي إلى زيادة التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي.
كما أشعلت هذه الرسوم الحرب التجارية، حيث دخلت تعريفات ثابتة بنسبة 25% على الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ في فبراير، فيما يُنتظر فرض تعريفات إضافية اعتبارًا من 2 أبريل على بعض القطاعات.
وعلى الصعيد الجيوسياسي، شنت إسرائيل غارات جوية على غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 400 شخص، وفقًا للسلطات الصحية الفلسطينية، مما أنهى فترة هدوء نسبي استمرت قرابة شهرين منذ بدء وقف إطلاق النار. وصرّحت إسرائيل بأن الهجوم “مجرد البداية”، مما زاد من المخاوف بشأن تصاعد الصراع في المنطقة.
من جهة أخرى، يترقب المستثمرون قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بشأن أسعار الفائدة، حيث يُتوقع أن يُبقي البنك المركزي على سعر الفائدة القياسي بين 4.25% و4.50% في ختام اجتماعه اليوم. كما يترقب المتعاملون خطاب رئيس البنك جيروم باول، والذي قد يحدّد مسار السياسة النقدية للفترة المقبلة.
يُعرف الذهب تاريخيًا بأنه أحد الأصول الأكثر استقرارًا في أوقات الأزمات الاقتصادية والجيوسياسية، حيث ارتفع بأكثر من 15% منذ بداية العام، وسط تصاعد المخاوف من اضطرابات الأسواق العالمية.
وفي ظل هذه التطورات، يظل الذهب الوجهة المفضلة للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن، بينما تترقب الأسواق إشارات جديدة قد تحدد مساره في الفترة المقبلة.