المقابر الجماعية في العراق..ملف شائك يتطلب دعمًا دوليًا وتحقيقًا مستمرًا

كشف مدير عام المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء، ضياء كريم، عن تفاصيل صادمة حول المقابر الجماعية في العراق، مشيرًا إلى وجود نوعين رئيسيين من هذه المقابر: الأولى تضم ضحايا جرائم حزب البعث، وأبرزها في بادية السماوة، حيث وُجدت أعداد كبيرة من النساء والأطفال في مواقع ذات حجم صغير، مما يعكس بشاعة عمليات الإبادة، إذ كانت العظام مختلطة ومتداخلة.

وأوضح كريم، في تصريح صحفي تابعته “بصرة 365″، أن “إجمالي المواقع المكتشفة قبل وبعد 2003 بلغ 221 موقعًا، منها 96 تعود لجرائم النظام البعثي، و125 لمجازر ارتكبتها الجماعات الإرهابية، بما فيها داعش”. وأشار إلى أن “المواقع المفتوحة حتى الآن وصلت إلى 134 موقعًا، بينما لا تزال 87 موقعًا غير مفتوح، مما يعكس حجم التحدي في هذا الملف”.

أما من حيث أعداد المقابر، فقد تم فتح 300 مقبرة، منها 160 للنظام البعثي و140 للإرهاب، وبلغ عدد الرفات التي تم استخراجها 7709 رفات، بينها 4451 تعود لضحايا النظام البائد، و3258 لضحايا الإرهاب.

مقابر داعش.. مأساة مستمرة
وأشار كريم إلى أن مقبرة بئر علو عنتر في الموصل تعد من أبرز مواقع ضحايا جرائم داعش، حيث عُثر على رفات غير متحللة، أشبه بالمحنطة، بسبب الظروف البيئية الخاصة بالموقع. وأضاف أن “عمليات انتشال الجثث من هذه المقبرة لا تزال جارية، ومن المتوقع استئناف العمل فيها خلال شهر أيار المقبل لرفع المزيد من الرفات”.

وأكد أن دائرة حماية المقابر الجماعية تعمل على إنشاء سجل وطني موحد للمفقودين، بهدف حصر أعداد الضحايا الذين فقدوا قبل وبعد 2003، مشيرًا إلى أن آخر الاكتشافات شملت مواقع جديدة في بادية السماوة، حيث تم تحديد 7 إلى 8 مواقع أخرى بفضل تحليل الصور الجوية والاستكشاف الميداني.

مطالبات بدعم دولي لإنجاز الملف
وشدد كريم على أن هذا الملف “حساس للغاية” ويحتاج إلى جهود مكثفة، خاصة أنه يتطلب العمل في مناطق نائية تعاني من تحديات أمنية وظروف بيئية قاسية، إلى جانب الحاجة إلى تخصيصات مالية وكوادر بشرية متخصصة.

وختم بالقول: “فتح المقابر الجماعية لا يقتصر فقط على استخراج الرفات، بل يشمل توثيقًا دقيقًا لمسرح الجريمة وتسجيل هذه الانتهاكات كجرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، وهو ما يستدعي دعمًا من المجتمع الدولي لضمان تحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم”.