العراق اليوم
“تعلمت منكم الشجاعة والكرم”.. السفير البريطاني يودع العراق: زوجتي غاضبة لأنني أحببت بلدكم كثيراً!

وجه السفير البريطاني، ستيفن هيتشن، اليوم الجمعة، رسالة وداعية إلى الشعب العراقي، عبر فيها عن امتنانه العميق لـ”الصداقة وكرم الضيافة” التي لمسها خلال فترة عمله.
وكشف هيتشن عن سرّ شخصي: “زوجتي غاضبة مني! فقد شاهدت مقاطع فيديو لي وأنا أستمتع بجمال بلدكم، من قمة المئذنة الملوية إلى ضفاف الفرات في الرمادي، ومن تذوق المسكوف والدولمة إلى زيارة جبال برزان وأهوار ذي قار. حتى أنني احتفلت بالمولد النبوي في الأعظمية! والآن، زوجتي تصر على أن نعود يوماً ما كسياح”.
وأضاف السفير البريطاني: “لقد تعلمت من العراقيين معنى الشجاعة واللطف واللباقة. رغم كل التحديات، يظل إكرام الضيف في المقام الأول. كما أضفت إلى مفرداتي كلمات عراقية جديدة مثل: ستوني، سباعي، بلم، وأغشع!”.
وتحدث هيتشن عن التقدم الذي شهده العراق خلال السنوات الأخيرة، قائلاً: “لقد كنت محظوظًا بأن أرى العراق في أفضل حالاته منذ سبعينيات القرن الماضي. ورغم التحديات الكبيرة، خاصة الاقتصادية، فإن المملكة المتحدة تعمل مع العراق لمواجهتها”.
وأشار إلى إنجازات مهمة، مثل صادرات بقيمة 15 مليار دولار أُعلن عنها خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي إلى لندن، وافتتاح جامعة لندن في أربيل، واتفاقيات جديدة لدعم التعليم وإدارة الموارد المائية.
كما أكد السفير البريطاني على أهمية تعزيز مشاركة المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية، ودعم أمن الحدود لمكافحة تهريب المخدرات والبشر. وقال: “العراق لم يعد مجرد بند على الأجندة الدولية، بل أصبح مشاركًا في صياغتها. خبرتكم وحكمتكم لهما قيمة هائلة، خاصة لجيرانكم في سوريا”.
واختتم هيتشن رسالته بأمنياته للعراق: “أتمنى لهذا البلد العظيم الازدهار والاستقرار. لكن مع النمو السكاني السريع وانخفاض أسعار النفط، لا بد من إصلاح اقتصادي سريع يعزز القطاع الخاص ويستثمر في الإنسان العراقي”.
وأضاف: “الحوكمة تسبق التنافسات السياسية. الانتخابات القادمة اختبار مهم: إما تشكيل حكومة جديدة بسرعة تعزز التقدم، أو تأخر طويل يستنزف الإنجازات. الوطنية تتطلب تقديم تنازلات، وبسرعة”.
وختم رسالته قائلاً: “أنتم وحدكم القادرون على حل مشاكلكم. لديكم الإبداع والذكاء والمرونة لتجاوز التحديات. نحن نأمل أن نكون إلى جانبكم في هذه المسيرة، ليس فقط لأننا نريد المساعدة، بل لأننا نجد فيكم راحةً ودفئًا استثنائيين. يبدو أنني أطلت الحديث، ولا أريد أن أسيء إلى هيبة “أبو ناجي”، لكنني على وشك البكاء! حان الوقت لأذهب وأتصالح مع زوجتي. كل الهلا والله”.