مرصد “العراق الأخضر” يحذر: صيف 2025 سيكون الأشد حرارة في تاريخ العراق

توقع مرصد “العراق الأخضر”، اليوم الثلاثاء، أن يشهد فصل الصيف المقبل أعلى معدلات لدرجات الحرارة في العراق مقارنة بالسنوات الماضية، محذراً من تداعيات التغيرات المناخية التي تتفاقم دون اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهتها.وقال عمر عبد اللطيف، عضو المرصد، في بيان تلقت “بصرة 365” نسخة منه، إن درجات الحرارة ستبدأ بالارتفاع بشكل ملحوظ مع دخول شهر رمضان المقبل، لتصل إلى ذروتها في شهري تموز وآب، حيث ستسجل مستويات قياسية قد تكون الأعلى في تاريخ البلاد. وأضاف أن هذا الارتفاع مرتبط بالتغيرات المناخية التي لم يتم معالجتها بشكل جدي حتى الآن.وأشار عبد اللطيف إلى أن انخفاض مناسيب المياه في مناطق الشمال والجنوب، بالإضافة إلى عمليات قطع الأشجار وإهمال تعويضها، يسهمان في تفاقم الأزمة البيئية. وحذر من أن الإجراءات المتخذة لحماية البيئة من التغيرات المناخية لا تزال بطيئة وغير كافية، داعياً إلى تسريع الخطوات التي يمكن أن تنقذ البيئة من تداعيات كارثية محتملة.ويعد العراق من بين الدول الخمس الأكثر عرضة لعواقب التغير المناخي، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة. وفي نهاية عام 2022، حذر البنك الدولي من أن العراق يواجه تحدياً مناخياً طارئاً يتطلب تحولاً نحو نموذج تنمية أكثر استدامة ومراعاة للبيئة، بما في ذلك تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على الكربون.وبحسب تقرير للبنك الدولي، فإن العراق سيحتاج إلى استثمارات تصل إلى 233 مليار دولار بحلول عام 2040 لمواجهة التحديات المناخية والتنموية، وهو ما يعادل 6% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً.وفي سياق متصل، أفاد المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق بأن البلاد فقدت نحو 30% من أراضيها الزراعية المنتجة خلال العقود الثلاثة الماضية بسبب التغيرات المناخية. كما يعاني العراق من أزمة مياه حادة تفاقمت في السنوات الأربع الأخيرة، حيث وصلت مناسيب المياه إلى أدنى مستوياتها بسبب الجفاف الذي يضرب المنطقة.ويأتي تحذير مرصد “العراق الأخضر” في وقت تشهد فيه البلاد موجة من التحديات البيئية والمناخية التي تهدد الأمن الغذائي والمائي، مما يتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات المعنية لتفادي كارثة بيئية قد تكون الأكثر خطورة في تاريخ العراق.