عبر بصرة 365..مقداد عبد الرضا: الدراما العراقية تحولت إلى “قشمريات” وتخضع للمساومات

انتقد الفنان القدير مقداد عبد الرضا واقع الدراما العراقية، مؤكدًا أنها تفتقد الهوية الحقيقية وتعاني من فوضى في الطرح والمحتوى، واصفًا إياها بأنها أصبحت مجرد “قشمريات” لا تحمل عمقًا فنيًا أو مجتمعيًا.

وفي حديثه عبر “بصرة 365″، أشار عبد الرضا إلى أن الأعمال الدرامية في العراق لا تمتلك انتماءً واضحًا، مشيرًا إلى أن الدراما العراقية بلا هوية، وكأنها لا تنتمي إلى هذا البلد. وأضاف: “كمواطن عراقي أشاهدها، لكن لا أجد فيها ما يعكس واقعنا الحقيقي، فهي مجرد موجات عابرة كموضة العنف والخطف أو دراما الكريستال، بلا أي جذور حقيقية”.
وأضاف أن الدراما العراقية تعاني من قيود سياسية ومذهبية أثرت على تطورها، في حين أن دولًا مثل مصر وسوريا ودول الخليج نجحت في تقديم أعمال تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة، لأنها ركزت على مجتمعاتها وقصصها المحلية بطريقة احترافية.
وبيَّن أن بعض القنوات الفضائية تتدخل في توجيه الدراما نحو أجندات معينة، مستغلةً الكتاب بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها، معتبرًا أن غياب الدعم الحكومي للدراما الوطنية ساهم في ضعف الإنتاج.
وأكّد أن الحكومة تمتلك الأموال لكنها لا تعنيها الدراما، في حين أن القطاع الخاص يطغى على القطاع العام، والنتيجة أعمال سطحية وموجهة.
واستذكر تجربة شركة بابل للإنتاج الفني، متسائلًا عن سبب عدم تأسيس شركة إنتاج حكومية خاصة، تشرف على المحتوى وتضمن تقديم أعمال ذات جودة بعيدًا عن المساومات والتلاعب.
وأشار إلى ضعف تسويق الأعمال الدرامية العراقية، لافتًا إلى أن المبدعين العراقيين يلجؤون إلى المنصات الرقمية مثل يوتيوب لإبراز مواهبهم، بينما تفتقر القنوات الفضائية إلى رؤية واضحة لما يجب تقديمه.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الجمهور العراقي أصبح يسترجع ذكريات المسلسلات القديمة، ويصفها بأنها من “الزمن الجميل”، متسائلًا: “لماذا لم تعد الدراما الحالية قادرة على تقديم هذا الإحساس؟”