“العلم لا يكفيه الشغف”.. مؤتمر مسمار العلمي في البصرة وسط غياب حكومي وتطلعات لدعم أكبر

داخل قاعة ديوان محافظة البصرة، اجتمع العشرات من الباحثين الشباب، يحملون أفكارًا ومشاريع واعدة، متطلعين إلى مستقبل علمي مشرق. كان ذلك في المؤتمر الثالث لفريق مسمار العلمي، وهو منصة تسعى لكسر احتكار المعرفة، لكن وسط هذا الحراك العلمي، كان الحضور الحكومي خجولًا، والدعم غائبًا إلى حدّ مخيب للآمال.نورس عارف، مؤسس مخيم العلوم، لم يخفِ إحباطه من ضعف الاهتمام الرسمي. تحدث لـ بصرة 365 قائلاً: “نتمنى أن يكون للحكومة المحلية دور أكبر، كما كنا نأمل مشاركة أوسع من القطاع الخاص، خصوصًا الشركات العاملة في التكنولوجيا والاتصالات”. مشيرًا إلى أن فريقه يعمل منذ عشر سنوات على تحويل النشاط العلمي إلى مشاريع اقتصادية قائمة على التكنولوجيا، إلا أن هذه الجهود بحاجة إلى دعم حقيقي، وليس مجرد كلمات تشجيع.في المقابل، أكد علي بن عبد اللطيف، مسؤول فريق مسمار، أن المؤتمر جاء ليكون منصة مفتوحة للمعرفة، من طلاب المتوسطة إلى الخريجين، موضحًا أن الفكرة الأساسية هي عدم احتكار المعلومات والسماح للجميع بالاستفادة منها، لافتًا إلى أن عدد الباحثين المشاركين بلغ 11 باحثًا، وشارك في تنظيم المؤتمر 32 شخصًا.من بين المشاركين، كانت درر حيدر، الباحثة الشابة، التي قدمت بحثًا بعنوان “هل الخوف شيء مكتسب أم فطري؟”، مستلهمة موضوعها من التأثير العميق للخوف على قرارات الإنسان. قالت بثقة: “هذه التجربة منحتني خبرة إضافية، جعلتني أكثر استعدادًا لمستقبلي الأكاديمي والمهني”.ورغم ما حمله المؤتمر من حماس علمي وإبداع شبابي، ظل السؤال الأكبر مطروحًا: متى تدرك الجهات الحكومية والقطاع الخاص أهمية الاستثمار في العقول؟ وهل ستتحول هذه الجهود إلى مشاريع حقيقية، أم تبقى حبيسة القاعات المغلقة؟