السياسة
“تحركات مكثفة لضمان الأغلبية الشيعية”.. التيار الصدري يستعد للعودة إلى السياسة: تحضيرات للمشاركة في الانتخابات المقبلة

كشفت مصادر سياسية مقرّبة من التيار الصدري، الذي يُعرف الآن باسم “التيار الوطني الشيعي”، عن عزم التيار العودة بقوة إلى العملية السياسية والمشاركة الفاعلة في الانتخابات المقبلة. هذا القرار جاء بعد مشاورات مكثفة بين زعيم التيار، السيد مقتدى الصدر، وعدد من كبار مساعديه، الذين بدأوا بالفعل في تهيئة الأجواء والتحضيرات اللازمة لهذه الخطوة الكبيرة.ووفقاً لتقارير صحيفة “العربي الجديد”، فإن التيار الصدري يعمل على إعادة تفعيل مكاتبه في مدن وسط وجنوب العراق، بالإضافة إلى تعزيز وجوده من خلال نواب الكتلة الصدرية المستقلين. وقد أكدت ثلاث شخصيات صدرية بارزة في بغداد والنجف أن التوجيهات الأخيرة الصادرة من مكتب السيد مقتدى الصدر في النجف تركز على إعداد استراتيجية متكاملة للتعامل مع قانون الانتخابات الحالي، والاستعداد للمنافسة القوية في الانتخابات.وأشارت المصادر إلى أن الاجتماعات السرية التي عُقدت في بغداد بين مسؤولي التيار الصدري تهدف إلى ترتيب الأوراق ووضع الخطط اللازمة لضمان عودة قوية للتيار إلى المشهد السياسي. وأكد أحد المسؤولين أن الهدف ليس فقط المشاركة في الانتخابات، بل تحقيق الأغلبية بين القوى الشيعية الأخرى، مما يسهل تشكيل حكومة بقيادة الصدريين.من جانبه، أكد السياسي المقرب من التيار الصدري، مجاشع التميمي، أن عودة التيار إلى الساحة السياسية ستكون مرتبطة بإعلان رسمي من زعيمه مقتدى الصدر، مشيراً إلى أن الشروط التي وضعها الصدر للعودة، مثل محاسبة المتهمين بالفساد وضبط السلاح خارج سيطرة الدولة، ما زالت عالقة.وفي سياق متصل، أعرب عبد الرحمن الجزائري، عضو ائتلاف دولة القانون، عن ترحيبه بعودة التيار الصدري، مؤكداً أن غياب التيار أثر سلباً على العملية السياسية في العراق. وأشار إلى إمكانية تشكيل تحالف كبير بين الصدريين وائتلاف دولة القانون في المرحلة المقبلة، مما قد يعيد تشكيل الخريطة السياسية في البلاد.من ناحية أخرى، يرى الباحث السياسي نبيل العزاوي أن عودة التيار الصدري ستكون عاملاً مهماً في إعادة التوازن إلى المشهد السياسي العراقي، خاصة في ظل التطورات الإقليمية الأخيرة. وأشار إلى إمكانية تشكيل تحالفات جديدة مع كتل سياسية أخرى، مثل كتلة السوداني، لتعزيز القوة السياسية للتيار.