الصحة والجمال
لقاح ضد السمنة: هل نحن على أعتاب ثورة في عالم الصحة؟
في تطور علمي مثير، يقترب العلماء من تطوير لقاح قد يغير قواعد اللعبة في مواجهة السمنة، حيث يمكن لهذا اللقاح أن يمنح الجسم مناعة ضد زيادة الوزن، حتى مع اتباع نظام غذائي غني بالدهون والسكريات.هذا الاكتشاف، الذي أعلن عنه علماء أمريكيون، لا يقتصر على التحكم في الوزن فحسب، بل قد يساهم أيضًا في الوقاية من الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وأمراض القلب.وأكد استشاري جراحات السمنة، الدكتور عامر الدرازي، أن النتائج الأولية للقاح تبدو واعدة، لكنها لا تزال في مراحلها التجريبية، حيث تم اختبارها فقط على الفئران.وأشار إلى أن التجارب على البشر قد تستغرق سنوات قبل أن يتم اعتماد اللقاح رسميًا. وأضاف: “هناك العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، مثل مدى استمرارية تأثير اللقاح وما إذا كان سيعمل بنفس الفعالية على جميع الفئات”.من جهة أخرى، سلطت الاختصاصية النفسية جنى أبو رسلان الضوء على الجانب النفسي للسمنة، مشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في خلق هوس بالنحافة، مما أثر سلبًا على الصحة النفسية للكثيرين.وأوضحت أن “تشوه الصورة الذهنية عن الجسد أصبح ظاهرة متفاقمة، ما يدفع البعض إلى البحث عن حلول سريعة مثل أدوية التنحيف أو العمليات الجراحية”. ودعت إلى تعزيز الوعي حول تقبل الجسد وتبني عادات صحية مستدامة بدلًا من اللجوء إلى حلول مؤقتة.مع انتشار أدوية حديثة مثل إبر التخسيس، يتساءل الكثيرون عن جدواها مقارنة بالعمليات الجراحية. الدكتور الدرازي أوضح أن “الاختيار بين الأدوية والجراحة يعتمد على عدة عوامل، أبرزها مؤشر كتلة الجسم. فالأدوية قد تكون مناسبة للأشخاص الذين يعانون من سمنة من الدرجة الأولى والثانية، بينما تكون الجراحة خيارًا أفضل لمن يعانون من سمنة مفرطة”. ومع ذلك، شدد على أن أي علاج للسمنة، سواء كان دوائيًا أو جراحيًا، لن يكون فعالًا دون اتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة.في حال نجاح التجارب البشرية، قد يشكل لقاح السمنة نقلة نوعية في مجال علاج الوزن الزائد. لكن الخبراء يحذرون من التسرع ويؤكدون على أهمية الاعتماد على الحلول المثبتة حاليًا، مثل الحمية الغذائية المتوازنة والرياضة. وفي انتظار المزيد من الأبحاث، يبقى السؤال: هل نحن على وشك دخول عصر جديد يمكن فيه التغلب على السمنة دون معاناة؟